ثانياً: أحداث التوتر أو العنف ذي الطابع الطائفي

9. قام مجهول يوم السبت الموافق 10 أكتوبر بتحطيم صلبان بأعلى كنيسة الشهيد أبي فام الجندي بمركز طما محافظة سوهاج. ووفقاً لأحد كهنة الكنيسة، فقد تسلق شخص سلم برج المراقبة الخاص بحارس الكنيسة حتى وصل إلى الصلبان المصنوعة من الجبس بأعلى الكنيسة وقام بتحطيمها أثناء ترديده عبارات دينية قبل أن يهرب دون التعرف أو إلقاء القبض عليه.
وقال القس هدرا لوديم الكاهن بالكنيسة لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إن كهنة الكنيسة أبلغوا مباحث أمن الدولة بالواقعة، وحضر بعدها كل من مدير أمن سوهاج ورئيس المباحث الجنائية إلى مقر الكنيسة، حيث تم تحرير محضر شرطة بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق. وقد أمرت النيابة بسرعة ضبط المتهم المجهول والذي لم يتم إلقاء القبض عليه حتى وقت صدور هذا التقرير. وأكد القس هدرا على العلاقات الطيبة بين المسيحيين والمسلمين في هذه المنطقة، والتي لم تشهد أي أحداث توتر طائفي من قبل.


10. عقدت أجهزة الأمن بمحافظة قنا في يوم 22 أكتوبر جلسة صلح لإنهاء خصومة ثأرية بين عائلتي الهداديل (مسلمون) وآل سليمان (أقباط) بقرية حجازة قبلي التابعة لمركز قوص بمحافظة قنا، وذلك سعياً إلى منع تحول الخصومة إلى مواجهات طائفية. وقد حضر جلسة الصلح كل من اللواء مجدي أيوب محافظ قنا، واللواء محمود جوهر مدير أمن قنا، واللواء محمد بدر مدير المباحث الجنائية بالمحافظة، وبعض أعضاء مجلسي الشعب والشورى بقنا، وعدد كبير من القيادات التنفيذية والشعبية في حضور أكثر من خمسة آلاف مواطن.


وكانت القرية قد شهدت في عام 2004 مشاجرة بالعصي بين عائلتي آل سليمان والهداديل أسفرت عن مقتل محمد سعيد من عائلة الهداديل، وصدر بعدها حكم قضائي ضد ثلاثة أفراد من آل سليمان بالسجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة القتل الخطأ. وقد أجبرت أجهزة الأمن بعدها عدداً من الأسر المسيحية ـ نحو 22 أسرة ـ على ترك منازلهم ومغادرة القرية.


وفي شهر أبريل من عام 2009 قام خمسة أفراد من عائلة الهداديل بقتل قبطيين عشية ليلة عيد القيامة، هما هدرا أديب سعيد (26 سنة) من عائلة آل سليمان وصديقه أمير إسطفانوس خليل (27 سنة)، وإصابة مينا سمير جاد الله (25 سنة) (انظر الفقرة رقم 11 من تقرير إبريل ـ يونيو 2009). وقد تم إلقاء القبض على الفاعلين والتحقيق معهم بواسطة النيابة العامة والتي أمرت بإحالتهم إلى محكمة جنايات الأقصر بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وقد نظرت المحكمة القضية وقررت حجزها للنطق بالحكم بجلسة 22 فبراير 2010.


وقام عدد من أفراد العائلتين المسلمة والمسيحية بمصافحة بعضهم البعض في جلسة الصلح، ثم أقامت العائلتان سرادق عزاء لمدة ثلاثة أيام حيث لم يكن أفراد العائلتين قد تلقوا العزاء في قتلاهم بعد حوادث القتل انتظاراً للأخذ بالثأر.


ويذكر أن عائلة أمير إسطفانوس خليل لم تشارك في جلسة الصلح التي عقدت في شهر أكتوبر، حيث قال إسطفانوس خليل والد القتيل لباحثي المبادرة المصرية إن ابنه "راح ضحية الثأر" رغم أنه لا ينتمي إلى عائلة سليمان، وإن أعضاء مجلس الشعب والأنبا بيمن ـ أسقف قوص ـ طلبوا منه الصلح لكنه قال إن الأمر لا يستدعي جلسات صلح خاصة أنه لا ينوي إيذاء أحد. كما انتقد إسطفانوس تعامل الأجهزة الأمنية مع حادث اختفاء ابنته آمال إسطفانوس ـ المولودة في 17 أكتوبر 1990 ـ يوم 12 سبتمبر 2009، حيث أبلغت الأجهزة الأمنية والدة الفتاة بأن الأخيرة قامت بإشهار إسلامها. وأضاف خليل أن الأجهزة الأمنية رفضت طلبه الالتقاء بابنته للتأكد من إقدامها على تغيير ديانتها طوعاً، وأشار إلى أنه قام باستخراج صورة من شهادة ميلاد ابنته في يوم 25 أكتوبر مدون فيها الديانة (مسيحية)، بما يعنى أنها لم تكن قد تحولت إلى الإسلام حتى ذلك التاريخ.


11. شهدت مدينة ديروط بمحافظة أسيوط يوم 24 أكتوبر اعتداءات طائفية واسعة استهدفت ثلاث كنائس ومبنى مطرانية الأقباط وممتلكات لمسيحيين من بينها صيدليات ومحال تجارية وسيارات ومنازل. وقد وقعت الاعتداءات إثر صدور أمر قضائي بتجديد حبس أربعة مسلمين احتياطياً بتهمة قتل القبطي فاروق هنري (61 سنة). وقد لقي الأخير مصرعه في يوم 20 أكتوبر بعد أن انتشر في المدينة مقطع فيديو منسوب لنجل القتيل أثناء إقامته علاقة جنسية مع فتاة مسلمة من أقارب المتهمين الأربعة، وقد هاجم أقارب الفتاة المسلمة والد الشاب المسيحي الذي يظهر في مقطع الفيديو وأطلقوا النار عليه أمام مدرسة ابتدائية بمركز ديروط، وهو ما أسفر عن مصرعه في الحال وإصابة رجلين مسلمين تصادف تواجدهما بمكان الجريمة. وألقت أجهزة الأمن القبض على المتهمين الأربعة خلال 24 ساعة وتمت إحالتهم إلى النيابة العامة التي وجهت لهم تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وأمرت بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق في القضية رقم 5632 لسنة 2009 ـ إداري ديروط. وقد كثفت قوات الأمن من تواجدها في المدينة بعد الحادث تحسباً لوقوع اشتباكات طائفية.


وفي صباح يوم 24 أكتوبر، وأثناء النظر في تجديد حبس المتهمين احتياطياً، تجمع مئات المسلمين أمام مبنى محكمة ديروط في انتظار إخلاء سبيل المتهمين الأربعة، إلا أنه تقرر تجديد حبس المتهمين لمدة 15 يوماً. وبعد صدور القرار وفي حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً وبعد انتشار خبر تجديد الحبس تحرك نحو ألفين من المسلمين إلى المنطقة السكنية التي يوجد بها عدد من الصيدليات والمحلات التجارية المملوكة للأقباط ـ خاصة منطقة أبو جبل ـ حاملين العصي والشوم والأدوات الحديدية، مرددين هتافات دينية، وقاموا بمهاجمة الكنائس ومبنى المطرانية وإتلاف وسرقة ممتلكات خاصة بالأقباط. وأكد شهود عيان لباحثي المبادرة المصرية أن قوات الأمن لم تتدخل لمنع المعتدين حتى الساعة الثالثة من عصر اليوم نفسه. 


ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها المبادرة المصرية فقد قذف المعتدون بالحجارة كنيسة "أبوسيفين والعذراء" الأثرية وحطموا نوافذها وواجهاتها الزجاجية. كما هاجموا كنيسة العذراء حيث يوجد مقر مطرانية الأقباط وقذفوها بالحجارة مما أدى إلى تحطم أبوابها وتكسير زجاج الواجهة، وهو الأمر الذي تكرر مع الكنيسة الإنجيلية وكنيسة الملاك. وتم أيضا مهاجمة المستوصف الخيري التابع للكنيسة الكاثوليكية بديروط، والذي يخدم المسيحيين والمسلمين بالمركز. كما هاجم المعتدون صيدلية الدكتور هاني حكيم، التي تم تكسير واجهتها والاستيلاء على مبالغ مالية وأدوية بداخلها، وصيدلية الدكتور رمسيس حنس وسرقة محتوياتها ـ وقد أصيب بكسر في ساقه أثناء محاولته منع المعتدين من دخول الصيدلية، وكذلك صيدلية الدكتور عادل شوقي وأخرى للدكتور عماد كمال بشارع المعلمين. كما تم الاعتداء على عدد من المتاجر وكسر أبواب المغلق منها ونهب محتوياتها. ومن بين المحال المنهوبة كوافير هميس للسيدات، ومحل كيرو للزجاج، وأندرو للمحمول، وغاوي خسارة للمحمول، وخان الخليلي للملابس الجاهزة، وشركة جي بي للملابس، وشركة ليليان للملابس. كما قذف المعتدون منازل يقطنها الأقباط بالطوب وأتلفوا أربع سيارات يملكها مسيحيون.


وفي اليوم التالي للأحداث ألقت الأجهزة الأمنية القبض على 30 شخصاً أطلق سراح خمسة منهم وتمت إحالة الباقين إلى النيابة العامة بديروط، والتي أمرت بحبسهم احتياطياً على ذمة التحقيق بتهم التجمهر والتخريب والسرقة وإتلاف ممتلكات خاصة وعامة. وقامت الشرطة والنيابة العامة يومي 24 و25 أكتوبر بمعاينة وحصر التلفيات، كما عاينت النيابة ـ وفقا لما نشرته جريدة المصري اليوم في عددها الصادر بتاريخ 26 أكتوبر 2009 ـ ثمانية محلات تجارية وصيدليتين وعيادتين وثلاث سيارات ملاكي يمتلكها مسيحيون في منطقة أبو جبل بمدينة ديروط.


وفي يومي 29 و30 أكتوبر انتشرت شائعات جديدة ومنشور مجهول المصدر بعنوان "انضموا" ـ حصلت المبادرة المصرية على نسخة منه ـ يدعو إلى الانتقام من عدة أشخاص من بينهم كاهن ومحام شهير وشقيقان يملكان محلاً للنظارات وشخص يملك محل كوافير واستوديو تصوير. وقد احتوى المنشور على هذه الأسماء بعد شائعات ترددت داخل المدينة بشأن تورطهم في إنتاج وتوزيع مقطع الفيديو الذي يشير للعلاقة الجنسية بين الشاب القبطي والفتاة المسلمة، كجزء من تنظيم يسعى لتصوير الفتيات المسلمات في أوضاع جنسية بغرض الإساءة للمسلمين.


وفي 8 نوفمبر أخلت النيابة العامة بديروط سبيل ستة متهمين وأمرت بتجديد حبس 19 آخرين وإحالتهم إلى محكمة جنح ديروط في القضية رقم 16581 لسنة 2009. وقد صدر الحكم في جلسة 13 ديسمبر 2009 برئاسة المستشار خالد مصطفى ببراءة المتهمين جميعاً مما هو منسوب إليهم من اتهامات. واستندت المحكمة في حيثيات حكمها – طبقا لتقارير صحفية متطابقة - إلى عدم وجود شاهد رؤية في القضية، وتضارب الأقوال بين المتهمين والمجني عليهم. ولم تتمكن المبادرة المصرية للحقوق الشخصية من الحصول على صورة من الحكم. وقد قامت النيابة العامة باستئناف حكم البراءة وتحددت لنظر الاستئناف جلسة 16 فبراير 2010. 


وقال رجال دين مسيحيون وبعض شهود العيان لباحثي المبادرة المصرية إن الهدوء عاد إلى ديروط وإن حالة الفزع التي أصابت المسيحيين عقب الاعتداءات بدأت تخف حدتها، حيث عادت بعض المنشآت التي تم الاعتداء عليها للعمل مرة أخرى بعد مرور ثلاثة أيام على الاعتداءات.


12. شهدت قرية نزلة البدرمان التابعة لمركز دير مواس بمحافظة المنيا مساء يوم 27 أكتوبر مصادمات طائفية بين مسلمين ومسيحيين بسبب احتجاج المسلمين على القيام بتجديد منارة كنيسة مار جرجس بالقرية، على الرغم من حصول القائمين على الكنيسة على تصريح مسبق بالترميم من الجهات المختصة. وأسفرت المصادمات أيضا عن إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل، بينهم طفل مسلم ومجند أمن مركزي ومدرسة مسيحية تم التعدي عليها بالضرب داخل محل البقالة الخاص بها. كما تم تحطيم زجاج الكنيسة ووقعت تلفيات ببعض منازل وممتلكات المسيحيين بالقرية، من بينها خمس سيارات، ومستودع أسمنت، ومنشر خشب، فضلاً عن سرقة محتويات سيارة ملاكي.


وقال القس صرابامون عجبان كاهن كنيسة مار جرجس بقرية نزلة البدرمان لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إن الكنيسة حصلت على تصريح هدم وبناء للمنارة. وعندما بدأ العمل في الترميم جاء أحد سكان القرية ويدعى صبره أحمد صالح (30 سنة) ومعه شخصان آخران من سكان القرية ومنعوا العمال من العمل. وأضاف القس عجبان أنه قام بجمع العمال والمسيحيين المتواجدين وأدخلهم الكنيسة حرصاً عليهم، ثم جاء شيخ خفراء القرية ومعه خفير آخر للتصدي لصبره الذي رد عليهما قائلاً: "سوف أمنع البناء حتى لو جاء أمن الدولة". ثم تلا ذلك تجمهر عشرات من المسلمين حاملين العصي والطوب. وفي هذا الوقت جاء عمدة القرية صابر موسى وأمر شيخ الخفر بإطلاق بعض الأعيرة النارية في الهواء لفض التجمهر، فاتجه عدد من المسلمين ـ وعددهم يقترب من المائتين ـ إلى شوارع القرية التي تتواجد فيها بيوت المسيحيين وقاموا بالاعتداء عليها وتخريب ممتلكاتهم، حيث كانوا يدخلون إلى المنازل لتكسير الأجهزة الكهربائية والأبواب والشبابيك. وأشار شهود العيان أن هذه الاعتداءات لم تستمر طويلا وانفضت قبل وصول قوات الأمن إلى القرية.


وقد ألقت قوات الأمن ـ في مساء نفس اليوم واليوم التالي له ـ القبض على 22 مسلماً وتم تحويلهم للنيابة العامة التي قامت بالتحقيق معهم واتهمتهم بإتلاف كنيسة، وإثارة الفتنة، والتجمهر، وإثارة الرعب بين المواطنين وتكدير الأمن العام، وأمرت بحبسهم احتياطيا أربعة أيام على ذمة التحقيق. وفي يوم 30 أكتوبر قررت النيابة الإفراج عن 17 متهماً بينما تم تجديد الحبس لخمسة آخرين تم الإفراج عنهم لاحقاً بعد تقديم تصالح من الطرفين إلى النيابة العامة. وكانت أجهزة الأمن قد ألقت القبض في يوم 30 أكتوبر على مسيحي يدعى (مجدي نجيب توفيق - وشهرته "فيدي")، ونسبت إليه االاعتداء على شاب مسلم يدعى (مصطفى شعبان) أثناء الأحداث، وتم عرضه على النيابة العامة التي أمرت بحبسه لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيق، وأخلي سبيله بعد انتهاء هذه المدة.


وتم عقد جلسة صلح عرفي بين الطرفين يوم 29 أكتوبر، حضرها اللواء مصطفى توفيق، مدير أمن أسوان السابق وأحد أعيان القرية، وشقيقه أحمد توفيق عضو مجلس الشورى عن دير مواس، وعلاء حسانين عضو مجلس الشعب عن الدائرة، والقمص صرابامون عجبان راعي الكنيسة. وتم الاتفاق في الجلسة على التصالح، وتنازل الأقباط عن الشق الجنائي وذلك "لإعادة الود والتعايش والهدوء إلى القرية" وفقاً لإفادة القمص. وتعهد المسلمون الحاضرون بعدم التعرض للمسيحيين وعدم الاعتداء على أموالهم وممتلكاتهم ومنازلهم. كما تم الاتفاق على تقديم بعض التعويضات لبعض المتضررين المسيحيين عن الخسائر التي لحقت بهم، تبرع بها اللواء مصطفى توفيق، الذي تحمل تكاليف إصلاح السيارات المحطمة المملوكة للأقباط. ونص الصلح أيضاً على أن يجرى العمل في إعادة بناء منارة الكنيسة، وقد بدأ العمل في 1 نوفمبر، في ظل تواجد أمني مكثف خارج الكنيسة، وما زالت أعمال البناء جارية حتى وقت صدور هذا التقرير.


13. في فجر يوم 28 أكتوبر تعرض محل لتفصيل وبيع القماش يملكه المواطن نصحي شنودة بولس بمدينة إسنا التابعة لمحافظة الأقصر لإشعال النار داخله وحرق محتوياته. وقد وقع الحريق بعد مشادة كلامية وقعت بين صاحب المحل وجاره المسلم مرتضى السيد الصادق ـ صاحب صالون حلاقة ـ بسبب تشغيل الأخير إذاعة القرآن الكريم بصوت مرتفع.


وقال نصحي شنودة لباحثي المبادرة المصرية إن جاره اعتاد تشغيل إذاعة القرآن الكريم بصوت مرتفع جداً طوال اليوم، مما يجعله غير قادر على التعامل مع زبائن محله، وإن هذه المشكلة قديمة، وتدخل مركز شرطة إسنا منذ سنتين لحلها بالتنبيه على صاحب صالون الحلاقة بخفض صوت المذياع أو التلفزيون. واستجاب الجار المسلم لذلك التنبيه، إلا أنه عاد في شهر رمضان الماضي ليقوم بتشغيل القرآن بصوت مرتفع جداً واستمر ذلك بعد انتهاء شهر رمضان، فضلاً عن قيام ابنه بالوقوف على باب محل المواطن المسيحي وترديد شعارات دينية إسلامية بشكل متكرر. وأضاف نصحي أنه كان قد تشاجر مع جاره المسلم للسبب نفسه مساء اليوم السابق لاحتراق محله، وأن جاره قام خلال المشاجرة بتوجيه الشتائم والإهانات الدينية له وهدده بحرق المحل.


وذكر نصحي لباحثي المبادرة المصرية أنه في الساعة الثالثة من فجر يوم 28 أكتوبر جاءه تليفون من جاره عبد الباسط عبد السلام لإخطاره بأن النار مشتعلة في محله، فقام بالاتصال بقسم الشرطة وحضر رجال الشرطة والنيابة وقاموا بالمعاينة وإثبات التلفيات وقام نصحي بإخطارهم عن المشاحنات السابقة مع جاره. وقد تم استدعاء الجار صاحب المشكلة للتحقيق فأنكر وجود علاقة له بحادثة إشعال النار. وقد تدخل بعض الجيران وقاموا بتقدير البضاعة المحترقة بأربعة آلاف جنيه، وطلبوا من الطرفين التصالح على أن يتحمل كل طرف نصف المبلغ. وارتضى الطرفان وحررا إقراراً بالتصالح وتعهدا بأن لا يتعرض أي منهما للآخر بأي أذى وأن يتنازل نصحي عن اتهام جاره بالتورط في الحريق. كما عقد فيصل عبد الرحمن، عضو مجلس الشعب عن دائرة إسنا جلسة صلح أخرى في حضور قرابة 300 مواطن شارك فيها رجال دين مسلمون ومسيحيون لتهدئة الاحتقان الطائفي في المدينة.


ويذكر أن مدينة إسنا كانت قد شهدت اعتداءات طائفية عنيفة في ديسمبر 2007 تم فيها حرق وتحطيم محلات مملوكة للأقباط وتحطيم واجهات كنيسة العذراء ومزار الثلاثة فلاحين، على خلفية نزاع بين مسيحي ومسلم.


14. في يوم 6 نوفمبر تحولت مشاجرة بين مسلمين ومسيحيين بعزبة شاهين التابعة لمدينة المنيا إلى اعتداءات طائفية أسفرت عن إصابة ثلاثة أقباط وحرق ثلاث عشش لتربية المواشي وإتلاف سيارة وتحطيم واجهات بعض المنازل. ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية فإن مشاجرة وقعت بين رضا يحيى كمال (مسيحي) وعدد من المسلمين بعد أن اصطدم يحيى بدراجته بعدد من الأطفال المسلمين في حوالي الساعة التاسعة مساء. وتم فض المشاجرة، إلا أن عدداً من المسلمين قاموا في مساء نفس اليوم بالاعتداء على منزل رضا كمال وقذفوه بالحجارة، وأشعلوا النيران في ثلاث حظائر للمواشي يملكها. وقد أصيب رضا كمال وشقيقاه أشرف وشريف بجراح أثناء الاعتداءات. كما قامت نفس المجموعة بإحداث تلفيات في بعض المنازل المجاورة لمنزل كمال وإتلاف سيارة مملوكة لأحد المسلمين كانت موجودة في الشارع. وقد وصلت قوات الأمن إلى القرية عقب نشوب أعمال العنف وفرضت سيطرتها على الموقف، وألقت القبض على 8 من بينهم ثلاثة أقباط وإحالتهم إلى النيابة العامة التي اتهمتهم بإتلاف ممتلكات خاصة وتعكير صفو الأمن العام. ورغم أن النيابة أمرت بالإفراج عن المحتجزين بعد أربعة أيام، إلا أن وزارة الداخلية أصدرت قرارات اعتقال إداري بحق ثلاثة منهم، من بينهم مسيحي واحد هو شريف كمال، وتم ترحيلهم إلى معتقل الوادي الجديد.


وقال أحد شهود العيان لباحثي المبادرة المصرية إن الطرفين عقدا جلسة للصلح في اليوم التالي للأحداث، وتم الاتفاق فيها على إقرار الطرفين بالتصالح أمام وكيل النيابة، غير أن وزارة الداخلية لم تفرج عن المعتقلين الثلاثة حتى وقت صدور هذا التقرير. وأضاف القس شاروبيم حنا، كاهن كنيسة الملاك بعزبة شاهين أن العلاقة بين الأقباط والمسلمين في العزبة متينة، و"أن القصة مجرد خلاف بين شابين، وهي مشكلة تحدث في كل مكان، راح البعض يضخمها ويجمع الناس ويعتدي على المنازل. والأمور حاليا هادئة وساعدت الجهات الأمنية والسادة نواب مجلسي الشعب والشورى والمجلس المحلي في تحقيق ذلك."


15. في مساء يوم 10 نوفمبر قام نحو مائة من المسلمين بمهاجمة شقة تواجد بها شابان مسيحيان وثلاث فتيات مسلمات في مدينة ملوي بمحافظة المنيا، بعد أن سرت شائعة في المدينة بأنهم يمارسون الجنس داخل الشقة. وقد تم الاعتداء على أحد الشابين بالضرب وتوجيه عدة طعنات في رأسه وأذنه بينما لاذ الآخر بالفرار. ثم قام المسلمون المتجمهرون بالسير في شوارع المدينة وترديد هتافات معادية للمسيحية وقذف بعض محلات الأقباط بالحجارة، مما أدى إلى تحطم بعض واجهات المحلات وصيدلية واحدة. وكان الأقباط من أصحاب المحال قد أغلقوا أبوابها فور اندلاع الهجمات بناءً على تعليمات أمنية.


وحضرت قوات الأمن مع بدء الأحداث واستطاعت السيطرة على المتجمهرين وفرض حظر التجول، مع التنبيه على المسيحيين بالبقاء في منازلهم. وتم نقل الشاب المصاب إلى مستشفى ملوي العام، إلا أن المستشفى رفضت استقباله لسوء حالته وتم نقله إلى مستشفى أسيوط الجامعي. وقام مركز الشرطة بتحرير محضر إداري حمل رقم 3987 لسنة 2009 ـ إداري ملوي.
وأشارت مصادر كنسية في ملوي لباحثي المبادرة المصرية أن الأمن تعامل بسرعة لاحتواء الأزمة واستطاع حماية ممتلكات المسيحيين من الاعتداءات. وقال القس موسى جرجس إن الشاب المصاب والمسلمات الثلاث لا يزالون قيد الاحتجاز حتى وقت صدور هذا التقرير.


16. وقعت اعتداءات طائفية واسعة النطاق ضد الأقباط في مركزي فرشوط وأبو تشت بمحافظة قنا، بدأت يوم الخميس 19 نوفمبر واستمرت حتى يوم الاثنين 23 نوفمبر. ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية فقد تحركت أعداد كبيرة من المسلمين وصلت في بعض الأحيان إلى بضعة آلاف في توقيتات مختلفة خلال فترة الاعتداءات وفي مناطق وقرى مختلفة في المركزين. وهاجم المعتدون العديد من ممتلكات المسيحيين من محال تجارية وصيدليات وسيارات ومنازل وحقول. وقدرت مصادر كنسية قيمة الخسائر بأربعة ملايين و390 ألف جنيه.


وقد بدأت الاعتداءات حين تقدمت أسرة مسلمة من قرية الشقيفي التابعة لمركز أبو تشت بمحافظة قنا ببلاغ إلى المسئولين يوم 18 نوفمبر، اتهمت فيه شاباً مسيحياً يدعى جرجس بارومي جرجس (21 عاما)، ويقيم بقرية الكوم الأحمر التابعة لمركز فرشوط، بإغتصاب طفلتهم البالغة من العمر 12 عاماً بعد إجبارها على الذهاب معه إلى أحد الحقول الزراعية المجاورة. وقد ألقت قوات الأمن القبض على المتهم في نفس يوم تقديم البلاغ وتم التحقيق معه بواسطة النيابة العامة وحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.


وفي اليوم التالي شهد مركز فرشوط والقرى التابعة له، وبعض القرى التابعة لمركز أبو تشت المجاور له نذر توترات طائفية بدأت يوم الخميس 19 نوفمبر وزادت حدتها حتى انفجر الوضع في الفترة ما بين 21 - 23 نوفمبر.


ففي يوم الخميس 19 نوفمبر وأثناء عودة القس بنيامين نصحي، راعي كنيسة الملاك والأبناء شنودة - الواقعة بقرية الخوالد مركز أبو تشت- إلى منزله بقرية القلاعية مستقلا سيارته الخاصة وبصحبته الشماس مرتضى جابر رزق الله، قامت مجموعة من الشباب يحملون عصي وأسلحة بيضاء ونارية بإيقاف السيارة أمام قرية الشقيفي، التي تنتمي إليها أسرة الطفلة المسلمة. ووفقاً لرواية القس بنيامين لباحثي المبادرة المصرية فإن المهاجمين اعتدوا بالضرب على القس والشماس وهشموا زجاج السيارة رغم أن سيارة شرطة كانت بجوار مكان الاعتداء وأنه حاول الاستغاثة بقوات الشرطة إلا أنها لم تتحرك لنجدته. وأضاف القس أن الشماس تلقى بعدها العلاج بمستشفى أبو تشت من إصابة في الرأس وكدمة خلف الأذن، وأنه قام بتحرير محضر بالواقعة، وتم سحب السيارة إلى قسم الشرطة لمعاينتها وإثبات حالتها، إلا أنه قرر التنازل عن الشكوى صباح يوم 21 نوفمبر "خوفاً من البهدلة"، على حد قوله.


وفي يوم الجمعة الموافق 20 نوفمبر طلبت أجهزة الأمن من أفراد 15 أسرة مسيحية من قرية الكوم الأحمر ـ محل إقامة المتهم بالاغتصاب ـ مغادرة القرية فوراً خوفاً على حياتهم. وأكدت مصادر كنسية للمبادرة المصرية أن بعض أفراد هذه الأسر توجه إلى دير الأنبا بضابا بنجع حمادي للمبيت فيه، بينما لجأ آخرون للإقامة عند أقاربهم في قرى ومدن أخرى. وأشارت المصادر أن عدداً من الأسر عاد إلى القرية مع استقرار الأوضاع في بداية ديسمبر، ليس من بينهم أسرة المتهم.


ومع فجر يوم السبت 21 نوفمبر، أخذت الأحداث منحى أكثر عنفاً، حيث نشبت حرائق في ثلاثة محال مملوكة لمسيحيين في مدينة فرشوط. وأفاد شاهد عيان مسلم لباحثي المبادرة المصرية أنه وجد ألسنة نيران تخرج من محل للملابس الجاهزة في الجهة المقابلة لمقر سكنه في حوالي الساعة 2.30 فجر السبت، فقام بإبلاغ صاحب المحل جمال فهيم والذي بدوره أبلغ الجهات الأمنية والمطافئ ثم توجه إلى المحل وقام بمعاونة بعض الجيران والأهل بمحاولة إطفاء النيران، إلا أنها كانت قد التهمت جميع محتويات المحل. وقام كهنة الكنيسة – صباح السبت - بإرسال تحذيرات للمسيحيين بعدم فتح المحال التجارية والصيدليات لتخوفهم من قيام بعض المسلمين بالتحرش بهم والاعتداء على ممتلكاتهم.


وفي صباح اليوم نفسه تجمع عدد كبير من المسلمين، خاصة من قبيلة الهوارة التي تنتمي إليها الفتاة المغتصبة، أمام مركز الشرطة في مدينة فرشوط لمطالبة الجهات الأمنية بتسليم الشاب المسيحي المتهم بالاغتصاب لقتله، وهو ما رفضته الجهات الأمنية. ونتيجة للتجمهر خارج المركز، قرر قاضي المعارضات بمحكمة جنايات فرشوط تحويل التحقيقات إلى محكمة جنايات قنا، والتي حددت في وقت لاحق جلسة 17 يناير 2010 موعداً لبدء نظر القضية، وتم تأجيلها إلي جلسة 17 فبراير القادم لمناقشة المجني عليها ووالديها والأطباء الشرعيين.


ووفقا لروايات شهود عيان فقد تزايد عدد المتجمهرين من الصباح أمام مركز شرطة فرشوط مع مرور الوقت ليصل إلى عدة آلاف من المسلمين من قرية الشقيفي والقرى المجاورة لها، إضافة إلى عدد كبير من طلبة المعهد الأزهري بفرشوط. وفي حوالي الساعة الحادية عشر صباحاً تحرك المتجمهرون في مجموعات يحملون العصي وأنابيب غاز والأسلحة البيضاء والأدوات الحديدية، وقامت تلك المجموعات بالاعتداء على ممتلكات المسيحيين وتكسير الأبواب المغلقة للمحال التجارية وحرقها بعد نهب محتوياتها. وأفاد شهود عيان ـ من بينهم مسلمون ـ أن المشاركين في الاعتداءات كانوا يقومون بفتح المحلات والصيدليات ثم يدخل الصبية لسرقة محتوياتها، وبعد الانتهاء من ذلك يتم إشعال النار فيها.


وقد استمرت الاعتداءات حتى الساعة العاشرة مساء دون توقف، حيث كانت المجموعات تنتقل من منطقة إلى أخرى. وأكد عدد من الضحايا وشهود العيان أن الأجهزة الأمنية التي وصلت بعد حوالي ساعة ونصف من بدء الاعتداءات لم تشتبك مع القائمين بالاعتداءات طيلة عدة ساعات. كما تلقت المبادرة المصرية صوراً ومقاطع فيديو من مطرانية نجع حمادي التي يتبعها مركز فرشوط وبعض المواقع الالكترونية القبطية تظهر اعتداءات تمت بالرغم من تواجد بعض القوات الأمنية بالقرب من منطقة الأحداث.


وفرضت قوات الأمن سيطرتها على الأوضاع في المدينة مساء يوم السبت، بعد الاستعانة بقوات إضافية من محافظات سوهاج وأسيوط. وأفاد عدد من المصادر لباحثي المبادرة المصرية أن قوات الأمن ألقت القبض على قرابة 70 من المعتدين وإحالتهم إلى النيابة التي أمرت بتسليم 15 قاصراً منهم لذويهم وإخلاء سبيل ثلاثة وحبس 52 آخرين لمدة 15 يوم على ذمة التحقيقات، ووجهت إليهم تهم إثارة الشغب والتجمهر والحرق العمد وإتلاف منشآت خاصة. وخلال شهري ديسمبر ويناير تم إخلاء سبيل عدد من المحتجزين في دفعات متفرقة بينما لا يزال عدد غير محدد منهم رهن الاحتجاز حتى وقت صدور هذا التقرير، في غياب قرار بإحالتهم للمحاكمة. 


وقد قام الضحايا من مدينة فرشوط بتقديم بلاغ إلى المحامي العام بقنا، الذي أرسل فريقاً من النيابة العامة والبحث الجنائي ومجلس المدينة لمعاينة المحلات التي تضررت من الاعتداءات.


وانتقلت حمى الاعتداءات إلى قرية أبو شوشة التابعة لمركز أبو تشت المجاور، والتي تبعد نحو 30 كيلومتر عن قرية الشقيفي. ففي فجر يوم الاثنين  23 نوفمبر نشب حريق في صيدلية ألبير وثلاث محال تجارية، الأول  للقماش ملك السيد تامر ناجى عجايبى، والثاني محل أحذية، والثالث لبيع الأجهزة الكهربائية مملوك لعياد شفيق،  وفقاً لإفادة القس بولس نظير، كاهن كنيسة أبو شوشة. وفى ظهر اليوم نفسه قامت مجموعات من المسلمين بحرق منازل ومحلات وممتلكات مملوكة لمسيحيين بقرية الكوم الأحمر.


وفي مقابلة تليفونية مع باحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في نهاية نوفمبر 2009، أكد الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي أنه كان قد حذر الجهات الأمنية قبل وقوع اعتداءات 21 نوفمبر، وطالبهم بتكثيف التواجد الأمني في المنطقة خشية وقوع أعمال انتقامية، خاصة في ظل وجود مؤشرات للتصاعد والانفجار. وأضاف الأسقف أن الكنيسة قامت بالاتصال باللواء مجدي أيوب محافظ قنا في أعقاب الاعتداءات لطلب دفع تعويضات للمضارين، إلا أنه رفض وأحال المسألة إلى مدير الأمن الذي لم يبد أية استجابة. وقدرت مصادر كنسية قيمة الخسائر في مركزي فرشوط وأبو تشت بما يزيد على أربعة ملايين و390 ألف جنيه، حيث تم الاعتداء على خمس صيدليات وحافلة رحلات وسيارة نقل وأكثر من خمسين متجراً ومقر جمعية قبطية. وقد حصلت المبادرة المصرية على كشف تفصيلي أعدته الكنيسة عن حجم الخسائر.


وفي الأيام التالية للاعتداءات عقدت الأجهزة الأمنية جلسات مصغرة بين العائلات في قرى مركزي فرشوط وأبو تشت للتنبيه عليهم بالتزام الهدوء وعدم الاعتداء على أرواح وممتلكات المسيحيين، وعدم الإنصات إلى أي فكر تخريبي، على حد تعبير أحد المشاركين في هذه الجلسات لباحثي المبادرة المصرية. وطلبت الأجهزة الأمنية من الكنيسة والضحايا عقد جلسة صلح موسعة ورسمية على مستوى مركز فرشوط بأكمله، وهو ما رفضته الكنيسة التي طالبت بتعويض المتضررين أولاً قبل تنظيم جلسة الصلح.


وأكدت مصادر لباحثي المبادرة المصرية خلال شهر ديسمبر 2009 على أن الأنبا كيرلس تلقى وعوداً عن طريق المقر البابوي بالقاهرة بصرف التعويضات قبل عيد الميلاد. إلا أن التعويضات لم تصرف إلا في يوم 11 يناير 2010، بعد وقوع اعتداءات نجع حمادي ليلة عيد الميلاد، حيث قامت لجنة من وزارة التنمية المحلية بصرف تعويضات للمضارين من أحداث فرشوط وأبو تشت بلغت قيمتها 335 ألف جنيه، منها 250 ألف جنيه من وزارة التنمية المحلية، و85 ألفاً من نقابة الصيادلة. وتراوحت المبالغ المستحقة ما بين 1200 جنيه حتى 30 ألفاً وفقاً لقيمة التلفيات، حيث بلغت المحال المضارة حسب تقديرات النيابة العامة 42 محلاً وصيدلية ومكتبة، وبلغ عدد المضارين 42 شخصاً.


17. شب حريق فجر يوم 1 ديسمبر بكنيسة القديس مار مرقس، والتي تتوسط مقابر الأقباط بطريق ترسا في مركز سنورس بمحافظة الفيوم. وقد التهمت النيران هيكل الكنيسة والأجهزة الكهربائية وحامل الأيقونات ومعظم المقاعد الخشبية. وقال القمص ميخائيل ستراس، وكيل مطرانية الفيوم، إن الكنيسة لا توجد حراسة عليها، وإن الكهنة وجدوا قفل باب الكنيسة مكسوراً كما وجدوا أنبوبتي غاز صغيرتين إحداهما داخل الهيكل والأخرى بين المقاعد الخشبية.


وعلمت المبادرة المصرية من مصادر محلية أخرى أن الأجهزة الأمنية حضرت إلى الكنيسة فور الإبلاغ عن الحريق، وأن نيابة الفيوم الكلية تولت التحقيق في الحادث للوقوف على أسباب اندلاع الحريق وما إذا كانت هناك شبهة جنائية من ورائه. يذكر أن تقرير المعمل الجنائي لم يصدر حتى وقت صدور هذا التقرير، كما لم يصدر قرار بالترخيص بإعادة تجديد الكنيسة رغم وجود وعود مؤكدة صدرت من الجهات الأمنية والمحلية بإعطاء الترخيص في وقت قريب.