ثانياً: أحداث التوتر أو العنف ذي الطابع الطائفي

8. في مساء يوم 3 أكتوبر 2008 شهدت قرية الطيبة التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا أحداث عنف طائفي أسفرت عن مصرع مسيحي وإصابة أربعة آخرين بينهم مسلم، وحرق وإتلاف عدد من المنازل والأراضي والممتلكات.


وتشير المعلومات التي جمعها باحثو المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إلى أن الأحداث قد بدأت عندما نشب شجار بين مسلم ومسيحي من أهل القرية ذات الأغلبية المسيحية. ومن المرجح أن الخلاف قد نشأ بعد أن قام شاب مسلم بالتحرش بفتاة مسيحية ثم تدخل شقيقها للدفاع عنها، وهي الرواية التي أيدتها المباحث الجنائية والنيابة العامة. كما أشارت المعلومات إلى أن واقعة التحرش جاءت في ظل وجود توترات طائفية بالقرية أصلاً نتيجة اعتزام قبطي بيع منزله لأحد المسلمين في منطقة يغلب عليها الوجود القبطي، وهو ما اعترض عليه جيرانه الأقباط. 

   
وقد تطور الشجار إلى قيام عدد من المسلمين باقتحام منزل المواطن المسيحي الذي جرى التحرش بشقيقته ـ الذي يضم أيضاً ورشة للنجارة ومخزناً للأخشاب ـ وسرقة وإتلاف أغلب محتويات المنزل والمخزن وإشعال النار فيهما. وعلى إثر هذه الاعتداءات تجمع عدد كبير من الأقباط واتجهوا نحو مقر المنزل المحترق في شرق القرية، وعندها بدأ المسلمون في إطلاق الأعيرة النارية نحوهم بشكل عشوائي لتفريقهم، بينما رد الأقباط بقذف منازل المسلمين بالحجارة. وذكر شهود العيان أن الأقباط لم يكونوا مسلحين، كما أكد مصدر بالمباحث الجنائية أن التحريات لم ترد فيها أية إشارة لاستعمال الأقباط أسلحة نارية أثناء الأحداث.

وذكر شهود عيان من الأقباط أنهم قاموا بالاتصال بأجهزة الأمن التي توجهت إلى القرية، إلا أن سيارات الأمن لم تتمكن من الدخول إلى موقع الأحداث إلا بعد ما يقرب من ساعتين بسبب تواصل إطلاق الأعيرة النارية بشكل مكثف. وفور وصول قوات الأمن قامت بإلقاء القنابل المسيلة للدموع بغرض تفريق الأقباط المتجمعين. كما ذكر أحد شهود العيان أن ضابط شرطة انهال ضرباً على المتجمعين بهراوة بغرض تفريقهم وإدخالهم إلى منازلهم. ودفع ذلك الشباب القبطي إلى الهرب من قنابل الدخان وقوات الشرطة باتجاه غرب القرية، حيث يقطن عدد من المسلمين. ويبدو من الشهادات التي حصل عليها باحثو المبادرة أن بعض الشباب القبطي حاول اقتحام منزل أحد مسلمي القرية بدافع الانتقام، مما دفع أحد جيرانه إلى إطلاق الرصاص بشكل عشوائي مصيباً (يشوع جمال ناشد) بطلق ناري في الجبهة أدى إلى وفاته بعدها بقليل.

وذكرت مصادر طبية بمستشفى سمالوط العام ـ والتي تقع على بعد 12 كيلومتراً من قرية الطيبة حيث تم نقل المصابين لإسعافهم ـ أن يشوع جمال، البالغ من العمر 25 عاماً، وصل إلى المستشفى في حالة احتضار وتوفي بعد حوالي ربع ساعة نتيجة إصابته بطلق ناري بين الحاجبين. كما استقبل المستشفى ثلاثة من أقباط القرية هم مايكل صموئيل وفيليب رمزي وإبرام موسى أصيبوا بـ"رش خرطوش" (وهي كرات معدنية تنطلق من بنادق نارية وتتسبب عند إطلاقها عن قرب بجروح تهتكية عميقة)، وتم صرفهم من المستشفى بعد علاجهم. أما المصاب الرابع محمود صبحي فقد وصل إلى مستشفى سمالوط بإصابة في الرأس نتيجة التعرض للضرب بهراوة أثناء الأحداث وتم ترحيله إلى مستشفى المنيا الجامعي. وعقب الحادث تلقت المبادرة المصرية تقارير تفيد بوقوع حرائق عمدية وأعمال إتلاف محاصيل في أراضٍ مملوكة لأقباط بالقرية ليلة الأحد الموافق 5 أكتوبر 2008.


ووفقاً لأهالي القرية، فقد قامت الشرطة عقب الأحداث بعمليات قبض عشوائي على ما يقرب من أربعين من شباب المسلمين والأقباط جرى إخلاء سبيلهم على دفعات في الأيام التالية للأحداث. كما ألقت الشرطة القبض على (جمال سليم عبد الحكيم) والذي اتهمه أقارب القتيل بارتكاب جريمة القتل. وقررت محكمة جنح مستأنف سمالوط في يوم 28 ديسمبر 2008 إخلاء سبيل المتهم بكفالة لحين تحديد جلسة لمحاكمة المتهم أمام محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد. وغير أن أقارب المتهم أخبر باحثي المبادرة المصرية أن المتهم تم اعتقاله إدارياً بموجب قانون الطوارئ بعد صدور قرار النيابة بإخلاء سبيله، وتم نقله إلى معتقل ليمان أبو زعبل.

9. في يوم 6 أكتوبر 2008 قام شاب مسيحي في منطقة الأميرية بالقاهرة بإطلاق الرصاص من سلاح آلي على أسرة شقيقته التي كانت قد تحولت إلى الإسلام قبل عامين وتزوجت من مسلم وأنجبت طفلة تبلغ من العمر عشرة أشهر. وقد لقي الزوج المسلم مصرعه من جراء الاعتداء، بينما أصيبت الطفلة بجراح وتعرضت شقيقة القاتل لإصابة في ذراعها الأيسر قام الأطباء على إثرها ببتره. وقامت الشرطة بإلقاء القبض على الشاب المتهم وعمه الذي ساعده في ارتكاب الجريمة، ومن المقرر أن تبدأ محاكمتهما أمام محكمة الجنايات في فبراير 2009. وتواجدت قوات الأمن بكثافة في منطقة الأميرية لما يقرب من شهر بعد وقوع الاعتداء، وذلك تحسباً لوقوع أعمال انتقامية ضد الأقباط.


10. شهدت قرية سيلا الغربية التابعة لمركز مطاي بمحافظة المنيا اعتداءات متبادلة بين مسلمين ومسيحيين في يوم 14 أكتوبر 2008 أسفرت عن إصابة مسلم واحد وثلاثة مسيحيين من بينهم طفل في التاسعة. وذكر أحد شهود العيان بالقرية لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن خلافاً قد نشب بين بائع خمور مسيحي ومشترٍ مسلم، تطور فيما بعد إلى قيام أعداد من مسلمي ومسيحيي القرية بتبادل الرشق بالحجارة من أسطح المنازل. وقامت الشرطة عقب الاشتباكات بإلقاء القبض على ما يقرب من 25 من سكان القرية جرى إخلاء سبيلهم جميعاً بعد عقد  صلح عرفي بين طرفي النزاع.


11. في يوم 19 أكتوبر 2008 قام خمسة من الأقباط بالاعتداء بالضرب على أفراد عائلة مسلمة بمركز سيدي سالم التابع لمحافظة كفر الشيخ، وذلك بعد تردد شائعات حول هروب إحدى الفتيات القبطيات من عائلتهم مع أحد أفراد العائلة المسلمة. وقد ارتفعت حدة التوتر الطائفي عقب المشاجرة مع سريان شائعات حول اختفاء شاب مسلم ومسئولية الأقباط عن اختفائه. غير أن الشرطة قامت بالعثور على الشاب المسلم، وإلقاء القبض على أربعة من الأقباط واثنين من المسلمين جرى إخلاء سبيلهم بعدها بأيام. وقد صرح مصدر كنسي بالمنطقة لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية بأن الفتاة قامت بتغيير ديانتها إلى الإسلام والزواج من شاب مسلم. وأضاف المصدر أن ضباط مباحث أمن الدولة أمروا بإبعاد الأقباط الخمسة خارج القرية ومنع عودتهم إليها حتى يتم عقد صلح عرفي بين العائلتين. وعلم باحثو المبادرة المصرية أن الخمسة قد عادوا إلى القرية في الأسبوع الأول من يناير 2009.


12. في يوم 26 أكتوبر 2008 وقعت أحداث عنف بين مسلمين ومسيحيين بقرية كوم المحرص ذات الأغلبية المسيحية والتابعة لمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، أدت إلى إصابة ستة أشخاص من الطرفين، حسب ما صرح به مدير مستشفى الفكرية المركزي لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية. وتشير المعلومات إلى أن مشاجرة قد وقعت بين مسلم ومسيحي في أواخر العقد الثاني من عمرهما تلاها تجمهر العشرات من المسلمين والمسيحيين اشتبكوا باستخدام الشوم والحجارة مما أدى إلى الإصابات المذكورة فضلاً عن إتلاف مخزن مملوك لأحد الأقباط. وقد قامت قوات الأمن بعد وصولها إلى موقع الاشتباكات باحتجاز خمسة من المسلمين وثلاثة من المسيحيين، أمرت نيابة أبو قرقاص بإخلاء سبيلهم جميعاً بعد ثلاثة أيام بعد عقد صلح عرفي بين الطرفين.


وأشار مصدر مقيم في القرية (طلب عدم ذكر اسمه) لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن الاشتباكات وقعت على خلفية توترات بين المسلمين والأقباط بسبب حصول القائمين على كنيسة مار مينا بالقرية على تصريح بتجديدها وشروعهم في إنشاء دورات مياه ومبنى للخدمات تابع للكنيسة.


13. في يوم 5 نوفمبر 2008 قام عدد من الأقباط المقيمين بقرية ميت نما في شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر البطريركية الأرثوذكسية بالعباسية، وذلك احتجاجاً على قيام أحد المسلمين في فجر اليوم نفسه بالاستيلاء على قطعة أرض بالقرية تابعة لمطرانية شبرا الخيمة وبناء سور حولها. وقد أكد مصدر كنسي بالمنطقة لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن الكنيسة كانت قد اشترت قطعة الأرض منذ 9 يناير 2002 واستوفت كل الإجراءات الرسمية لبناء مبنى خدمات عليها، وذلك في ظل عدم وجود كنيسة بالقرية لخدمة أكثر من 500 أسرة مسيحية تقع أقرب كنيسة لهم على بعد أربعة كيلومترات. وقد ذكر المصدر أن جهاز مباحث أمن الدولة قد رفض إعطاء تصريح بإنشاء المبنى ثلاث مرات لـ"دواعي أمنية" كان آخرها بتاريخ 27 أكتوبر 2008. وذكر المصدر أن نفس الشخص الذي استولى على الأرض قام بهدم السور في يوم 6 نوفمبر 2008 وإعادة الأرض للكنيسة بعد تدخل عدد من الجهات الرسمية والأمنية، غير أن مشكلة التصريح ببناء المبنى مازالت دون حل.


14. في يوم 23 نوفمبر 2008 أدت توترات طائفية بمنطقة عين شمس الغربية بمحافظة القاهرة إلى وقوع اشتباكات بين حشد من المسلمين وقوات الأمن، والاعتداء على مبنى استخدمه مسيحيون في المنطقة لإقامة صلواتهم.


وذكر أحد قساوسة المنطقة لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن الكنيسة القبطية كانت قد قامت بشراء المبنى منذ حوالي ستة أعوام وتحويله من مصنع للملابس الداخلية إلى مبنى للخدمات وأن الكنيسة كانت تنوي إقامة الصلاة للمرة الأولى داخل المبنى في اليوم الذي شهد الاعتداء. وصرح شهود عيان من الأقباط أن عدداً من مسلمي المنطقة قاموا في صباح اليوم نفسه بتعليق مكبرات للصوت على مبنى مواجه للمبنى الخدمي واستخدامه في إذاعة آيات قرآنية. وأشارت تقارير غير مؤكدة إلى أن مكبرات الصوت قد جرى استخدامها فيما بعد في دعوة المسلمين إلى التظاهر احتجاجاً على نية الأقباط تحويل المبنى إلى كنيسة. وبحلول المساء كان مئات من مسلمي المنطقة قد تجمهروا خارج الكنيسة وبدأوا في ترديد هتافات معادية للأقباط، ثم قام بعضهم بقذف المبنى بالحجارة مما أدى إلى تحطيم نوافذه. وذكرت تقارير صحفية أن ثلاثة عشر من الأقباط المتواجدين داخل الكنيسة تعرضوا لإصابات جراء قذفهم بالحجارة. وأضاف شهود العيان أن قوات الأمن المتواجدة في موقع الاعتداء قررت التدخل لصرف المتجمهرين بعد قرابة أربعة ساعات من بدأ التجمهر، غير أن المتظاهرين اشتبكوا مع قوات الأمن مما أدى ـ حسب تقارير صحفية ـ إلى إصابة عدد من الجنود. واستمرت الاشتباكات حتى منتصف الليل، حين نجحت الشرطة في مساعدة الأقباط المحاصرين داخل المبنى على الخروج ومغادرة المكان.


وقد قامت الشرطة بتحرير محضر بالواقعة (برقم 3196 لسنة 2008 جنح المطرية) وألقت القبض على خمسة من مسلمين وثلاثة من الأقباط بتهم التجمهر وتكدير السلم العام وإتلاف سيارتين ملاكي وإصابة رجال الشرطة. وقد تم إخلاء سبيل جميع المحتجزين على ذمة التحقيق في يوم 27 نوفمبر 2008. وفي أعقاب الأحداث صرح مسئولون كنسيون بأنهم قد أوقفوا استعمال المبنى المذكور لأي غرض تحاشياً لتكرار وقوع الاعتداءات.


15.  تعرض أقباط بمنطقة عزبة النخل بحي عين شمس في القاهرة، في مساء يوم 23 نوفمبر 2008، للاعتداء حين اقتحم رجل مسلم يقود دراجة نارية تجمعاً للأقباط أثناء مغادرتهم عرساً داخل الكنيسة. ووفقاً لشهادة أدلى بها أحد الأقباط لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية فقد تطور الأمر إلى مشاجرة بينهم وبين مجموعة من المسلمين استخدمت فيها أسلحة بيضاء (سيوف وسنج) ونتج عنها إصابة أربعة من الأقباط على الأقل، مع ورود معلومات تشير إلى تعرض خمسة أو ستة آخرين لإصابات خفيفة لم يبلغوا الشرطة بشأنها. كما نتج عن المشاجرة إتلاف سيارتين مملوكتان لأقباط. وعلمت المبادرة المصرية أن قسم شرطة المطرية قام بتحرير محضر بالواقعة (برقم 30195 لسنة 2008) مع إلقاء القبض على ثلاثة من المسلمين وأربعة من الأقباط وإحالتهم للنيابة التي أفرجت عنهم في غضون أسبوع.   


16. في يوم 9 ديسمبر 2008 تعرضت حافلة تابعة لإحدى كنائس القاهرة للقذف بالحجارة في الطريق المؤدي  لدير القديسين بقرية الطود التابعة لمدينة الأقصر. وصرح القمص صرابامون الشايب أمين الدير لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن الحافلة التي تتبع كنيسة الشهيد مار جرجس الروضة بالقاهرة كانت في طريقها لزيارة الدير حين قام عدد من "الصبية والشباب المسلمين" بقذفها بالحجارة، مما أدى إلى تحطيم نوافذ الحافلة وإصابة طفلة من بين ركابها. وأشار القمص إلى أنه كان قد شكا إلى الأمن عدة مرات من وقوع اعتداءات مماثلة على زوار وكهنة الدير من المقيمين بالقرى المجاورة. وأضاف أن قوات أمن  تابعة لمدينة الأقصر قامت في أعقاب الاعتداء الأخير بتأمين الشارع المؤدي إلى الدير.


17. في مساء يوم 10 ديسمبر 2008 تجمع المئات من مسلمي قرية كفر فرج جرجس التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، احتجاجاً على قيام أقباط القرية بإقامة الصلاة للمرة الأولى داخل مبنى جديد للخدمات. وصرح مصدر كنسي لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن الأمن تدخل لفض التجمهر وقام بإغلاق المبنى المكون من أربعة أدوار على مساحة مائتي متر مع تكليف ستة من جنود الأمن بحراسته والتأكد من بقائه مغلقاً. وأشار المصدر إلى أن أقباط القرية الذين يقارب عددهم 1500 فرد اعتادوا منذ عقود الصلاة في مبنى خدمات لا تتجاوز مساحته مائة متر، وأنهم قرروا إنشاء مبنى آخر بعد فشلهم منذ عام 1996 في الحصول على تصريح بترميم وتوسعة المبنى القديم المقام في عام 1936، رغم الحالة المتهالكة للمبنى القديم بفعل الزمن والمياه الجوفية.


18. في منتصف شهر ديسمبر 2008 قامت كل من محافظة ومطرانية الفيوم بصرف تعويضات مالية قدرها مائة ألف جنيه (بمساهمة متساوية من الطرفين) لصالح الأقباط المتضررين من الاعتداءات الطائفية التي كانت قد وقعت قبل ستة أشهر في قرية النزلة، التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم. يذكر أنه في يوم 20 يونيو 2008 قام مئات من المسلمين المقيمين بالقرية بالاعتداء على ممتلكات ومنازل الأقباط، وذلك بعد أن سرت شائعة بأن زوجة أحد مسلمي القرية، والتي كانت قد تحولت من المسيحية إلى الإسلام قبل عامين، قد تعرضت للاختطاف مع رضيعها البالغ من العمر عشرة أشهر من قِبل أسرتها المسيحية بالقاهرة. وأسفرت الاعتداءات عن تحطيم عدد من محلات أقباط القرية وسرقة وإتلاف محتوياتها، واقتحام عدد من المنازل ونهبها، وإشعال النار في بعض المنازل والمحلات، وتحطيم سيارة، فضلاً عن تحطيم واجهة كنيسة بالقرية رجماً بالحجارة وإحداث تلفيات بسيارة كاهن الكنيسة (انظر الفقرة رقم 12 من تقرير حرية الدين والمعتقد في الربع الثاني من عام 2008).


وذكر بعض المتضررين لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن إجمالي مبلغ التعويضات لا يمثل أكثر من ربع قيمة الخسائر، وأضاف أحدهم أنه رفض المبلغ الذي تم تخصيصه له نظراً لضآلته، غير أن المتضررين أضافوا أن قيمة التعويض تتمثل في أثره المعنوي وليس في مساواته لقيمة الخسائر المادية.


19. في يوم 25 ديسمبر 2008 تجمع مئات من المسلمين المقيمين بقرية العراق في حي العامرية بمحافظة الإسكندرية، خارج منزل أحد الأقباط للاعتراض على نيته تحويل مبنى مقام على أرض يمتلكها إلى كنيسة لأقباط القرية. وذكر صاحب الأرض لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن المبنى يتبع جمعية الإصلاح القبطي الأرثوذكسي بالإسكندرية، والمسجلة لدى وزارة التضامن الاجتماعي، وأن أقباط القرية البالغ عددهم قرابة ثمانين أسرة أرادوا استخدامه كمكان لإقامة الصلوات والدروس الدينية نظراً لأن أقرب كنيسة للقرية تقع على بعد خمسين كيلومتراً بمنطقة كنج مريوط. وأضاف صاحب الأرض أنه رفض طلب المتجمهرين خارج منزله بالتوقيع على إقرار عرفي "بأن المبنى ليس كنيسة وأنه لا يستخدم في الصلاة"، وأضاف أن المسلمين المتجمعين غادروا المكان عند وصول قوات الأمن التي قامت بإغلاق المبنى المذكور مع وضع حراسة أمنية خارجه.