ثالثاً: التدخلات والملاحقات الأمنية

20. في يوم 3 أكتوبر 2008 قام هاني نظير عزيز بتسليم نفسه إلى الشرطة في مركز أبو تشت بمحافظة قنا. وأشارت تقارير صحفية ومواقع إلكترونية إلى أن هاني نظير ـ وهو مدون وأخصائي اجتماعي بإحدى المدارس ـ علم أن الشرطة تبحث عنه على خلفية شائعات سرت في قرية العيلة بمركز أبو تشت حول قيامه بنشر مواد مسيئة للإسلام على مدونته. وأضافت التقارير أنه قرر تسليم نفسه بعد أن قامت الشرطة باحتجاز شقيقيه لمدة ثلاثة أيام لإجباره على تسليم نفسه. وذكرالأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن قراراً صدر بالإفراج عن المدون في نهاية شهر نوفمبر 2008، غير أنه بقي رهن الاحتجاز حتى وقت صدور هذا التقرير في يناير 2009.


21. في يوم 18 أكتوبر 2008 قام ضباط مباحث أمن الدولة بالفيوم باستدعاء ثلاثة مسيحيين من أتباع الطائفة الإنجيلية (رجلان وامرأة) للتحقيق معهم بعد تلقي شكاوى من كل من الجيران وحارس البناية التي يقيمون فيها بشأن قيامهم بوضع مطبوعات وملصقات وأشرطة دينية مسيحية أمام أبواب بعض شقق البناية. وصرح مصدر كنسي إنجيلي لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن الأشخاص الثلاثة جرى التحقيق معهم قرابة ثلاث ساعات ثم إخلاء سبيلهم في اليوم نفسه.


22. قامت قوات مباحث أمن الدولة في محافظة الشرقية في الساعات الأولى من فجر يوم 27 أكتوبر 2008 باعتقال المدون رضا عبد الرحمن بسبب اعتناقه لفكر "القرآنيين"، والتعبير عنه على مدونته التي تحمل اسم (العدل الحرية السلام). وقد قام ضباط المباحث باقتحام منزل المدون في قرية أبو حريز التابعة لمركز كفر صقر بمحافظة الشرقية والتحفظ على جهاز الحاسب الآلي الخاص به وبعض الكتب واسطوانات مدمجة وشرائط كاسيت وتم اقتياده إلى جهة غير معلومة. وفي يوم 29 أكتوبر 2008 تقدم محامو المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ببلاغ  للنائب العام (رقم 17973 لسنة 2008) يطالب بإجلاء مصير المعتقل وتحديد مكان احتجازه والسماح لأسرته ومحاميه بزيارته. وقد قامت وزارة الداخلية بعدها بنقل المدون المعتقل إلى سجن طرة، تنفيذاً لقرار اعتقال إداري بموجب قانون الطوارئ.


وفي يوم 14 ديسمبر 2008 أصدرت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ حكماً بإنهاء اعتقال رضا عبد الرحمن، في التظلم الذي تقدمت به المبادرة المصرية (رقم 4823 لسنة 2008). غير أن وزارة الداخلية تقدمت بتظلم ضد قرار إنهاء الاعتقال رفضته المحكمة في يوم 6 يناير 2009 وأيدت قرارها السابق بالإفراج عن المعتقل.   


يذكر أن المدون المعتقل خضع للتحقيق أمام نيابة أمن الدولة أثناء اعتقاله إدارياً، حيث وجهت له النيابة بتاريخ 6 ديسمبر 2008 تهمة (ازدراء الدين الاسلامي) بعد أن قامت باستجوابه حول معتقداته وآرائه في مسائل دينية تتعلق بمدى إيمانه بالسنة النبوية وكيفية أدائه للصلاة. كما خضع المدون لجلسة تحقيق في 8 يناير 2009 أمرت بعدها النيابة بإخلاء سبيله، إلا أنه ما زال محتجزاً بمقر مباحث أمن الدولة بكفر صقر دون مسوغ قانوني حتى وقت صدور هذا التقرير في منتصف شهر يناير.


ويعمل المدون، البالغ من العمر 32 عاماً، أخصائياً اجتماعياً بأحد المعاهد الإعدادية التابعة للأزهر الشريف. وكان قد أشار في مدونته في شهر يوليو 2008 إلى استدعائه للتحقيق بإدارة الشئون القانونية بمشيخة الأزهر بشأن مقالاته المنشورة على الإنترنت، وأنه تعرض لضغوط وتهديدات لإرغامه على التوقيع على إقرار يتعهد فيه "بعدم نشر أية مقالات على الإنترنت أو أية كتابات دينية."

23. في يوم 13 ديسمبر 2008 قامت مباحث مطار القاهرة الجوي بإلقاء القبض على مرثا صموئيل وزوجها فضل ثابت أثناء محاولتهما السفر إلى روسيا، وذلك بعد أن اكتشف ضباط المباحث أن الاسم الحقيقي للمتهمة هو زينب سعيد عبد العزيز، وأنها قامت بتزوير بطاقة تحقيق شخصية تثبت اعتناقها للمسيحية والزواج من مسيحي واستخراج جواز سفر يحمل نفس البيانات المزورة. كما ألقت الشرطة القبض في اليوم نفسه على اثنين من الموظفين الإداريين بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية بتهمة مساعدة المتهمة على الحصول على المستندات المزورة.

وقد أمرت نيابة النزهة بإخلاء سبيل زوج المتهمة في يوم 12 ديسمبر 2008. غير أن باحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية تلقوا معلومات تفيد بأنه لا يزال قيد الاحتجاز بقسم شرطة سيدي جابر بالإسكندرية، وأنه قد خضع للتحقيق بواسطة مباحث أمن الدولة بالإسكندرية أكثر من مرة. كما بقي المتهمون الثلاثة الآخرون رهن الحبس الاحتياطي حتى وقت صدور هذا التقرير.