أكد الشيخ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، أن إجهاض الثورات العربية ليس ممكنًا وأن التحوُّلات الديمقراطية تسير فى خطوط مُتعرِّجة صعودًا وهبوطًا، وقد تمضي في ذلك عشرات السنين. وقال الغنوشي، في كلمته الرئيسية خلال اليوم الثاني من أعمال منتدى الجزيرة العاشر المنعقد بالدوحة، إن نجاح التجربة التونسية رغم ما تواجهه من تحديات يتجسَّد فى التوافق الذي أدى إلى إنتاج دستور يُعدُّ ثمرة عمل مشترك بين الإسلاميين والعلمانيين.

 

وأوضح أن الحكم فى المراحل الانتقالية يحتاج إلى أكبر قدر من التوافق وليس فقط الأغلبية بـ51%، لافتًا
إلى أن حركة النهضة ضربت مثالًا غير مسبوق فى المنطقة بحرصها على إنجاح الديمقراطية وعدم تشبثها بالحكم بعد أن أدركت الخطر المتربص بالتجربة التونسية. وأكد أن العبرة ليست فى المرحلة الانتقالية الصعبة، ولكن فى استكمال المشروع الديمقراطي الذي لا يزال مُهدَّدًا رغم كل هذه النجاحات.

 

وأشار الغنوشي إلى أن أحد الدروس المستفادة من التجربة التونسية هو أن الديمقراطية ممكنة فى العالم العربي ولا تعارض بين الإسلام والديمقراطية، مؤكدًا أن نجاح تونس لم يكن صدفة بل نتيجة تجنُّب الاستقطاب الأيديولوجي بين العلمانيين والإسلاميين واتباع نهج التوافق.

 

وردًّا على سؤال عن التجربة المصرية، قال الغنوشي إن هناك فروقات واضحة بين التجربتين المصرية والتونسية؛ فالأوضاع فى مصر أكثر تعقيدًا، فهناك جيش له دولته وهو مُكَوِّن أساسي فى الدولة المصرية ولابد أن يكون جزءًا من معادلة الحكم. ولم يكن صحيحًا القول بأنه كان يجب على الإخوان ضرب خصومهم؛ لأن الحكم الانتقالي يحتاج إلى توافق وتقديم تنازلات كبيرة، وهو ما فعلته النهضة وصولًا إلى دستور صوت عليه 94% من الشعب التونسي وكان أمرًا ضروريًا تحقيق هذا التوافق على الدستور فى مصر.