أكَّد الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، وزير خارجية قطر، على أن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط سببُه الرئيسي استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ أكثر من ستة عقود دون أن يبذل المجتمع الدولي جهودًا حقيقية لإنهائه بالرغم من انتهاك إسرائيل للقرارات والقوانين والأعراف الدولية. جاء ذلك في افتتاح أعمال منتدى الجزيرة العاشر في الدوحة، مساء الاثنين 21 مارس/آذار 2016، بمشاركة ضيوف من أكثر من 50 دولة وكوكبة من السياسيين والمفكِّرين من مختلف قارات العالم.

واستنكر وزير الخارجية القطري سياسة الكيل بمكيالين للمجتمع الدولي واستخدامه ميزان القوة في تعامله مع النزاع العربي-الإسرائيلي بدلًا من ميزان العدالة، وشدَّد على أن إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام في الشرق الأوسط يقتضي من المجتمع الدولي ممارسة مختلف أشكال الضغوط على إسرائيل لحملها على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس. 

وسلَّط الضوء على الأزمة السورية قائلًا: إن المأساة التى يعاني منها الشعب السوري ترجع إلى تقاعس المجتمع الدولي، مؤكدًا أنه بات لزامًا على المجتمع الدولي التوصل إلى حلٍّ سياسي شامل وتغيير كامل في سوريا لإنقاذها من مخاطر التفتت مع ما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على الدولة والمجتمع السوري والمنطقة ككل. 

وتناول الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قضية الإرهاب، لافتًا النظر إلى أسبابه السياسية والاجتماعية وسُبُل مكافحته وتجفيف منابعه، كما ناقش قضية العداء للإسلام، موضحًا أن تجذُّر كراهية المسلمين وممارسة سياسة التمييز ضدهم هي التي تُشكِّل تحديًا حقيقيًّا للعالم أجمع وتهدد استقرار العلاقات الدولية وخصوصًا علاقات العالم الإسلامي بالمجتمعات الأخرى. 

وأشار الوزير إلى الدور الذى لعبته الوساطة القطرية في حلِّ العديد من النزاعات سلميًّا؛ حيث أرست قطر تقاليد في الوساطة السلمية ونجحت بجهود دبلوماسية مكثفة في احتواء العديد من حالات التوتر والخلافات الناشئة في محيط منطقتها وخارجها من أجل تحقيق السلم والأمن.