تزداد أزمة الدولة العربية ونظام المشرق الإقليمي حدَّة وتعقيدًا مع حلول الذكرى المئوية لاتفاقية سايكس – بيكو التي وضعت المسودة الأولى لخارطة الشرق الأوسط ما بعد الحرب الأولى. لقد أسهمت حركة التغيير التي أطلقها الربيع العربي، وما رافقها من مد وجزر بين الثورة والثورة المضادة، في كشف تلك الأزمة والدفع بها إلى السطح بعدما كانت تعتمل تحته لعقود. ولكن، خلافًا لتلك الحقبة التي تَقرَّر فيها مصير المنطقة وشعوبها داخل غرف التفاوض الغربية المغلقة، يتحوَّل المسرح الإقليمي اليوم إلى ساحة مفتوحة لصراع قوى دولية وإقليمية وفاعلين من غير الدول. تناقش هذه الجلسة طبيعة القوى الدولية المتصارعة في الشرق الأوسط وأدوارها ومخططاتها بعد مائة عام على سايكس – بيكو.