اخبار العراقاهم الاخبارتقارير وحوارات

تشكيك بهدف زيارة “الكبيسي” للعراق.. وتسريبات عن تدخلات إقليمية لتأسيس مرجعية سنية جديدة

النور نيوز/ بغداد
أثارت زيارة الشيخ أحمد الكبيسي إلى العراق عاصفة من الجدل في الأوساط الثقافية والشعبية، خاصة بعد إشادته برئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف الهميم، وتلميحه بشأن المرجعية السنية في العراق.

ووصل الكبيسي العاصمة بغداد بدعوة من المجمع الفقهي العراقي، اذ استقبله في مطار العاصمة بغداد رئيس الوقف السني الهميم، وعدداً من مشايخ الوقف، ليبدأ جولة في عدة مؤسسات داخل الوقف السني.

وكان من المقرر أن يلقي الكبيسي خطبة الجمعة في أحد مساجد العاصمة، إلا أن ذلك لم يحدث لأسباب مجهولة.

وألمح الكبيسي في كلمة ألقاها إلى دور المرجعية السنية في تحديد مسارات المكون خلال الظروف الراهنة، خاصة مع وجود مرجعية شيعية واضحة، وطغيان القومية على المكون الكردي، فيما أكد أن المكون السني بحاجة إلى مرجعية دينية، مشيراً إلى رئيس الوقف عبد اللطيف الهميم.

الكبيسي يواجه انتقادات
واجه الشيخ أحمد الكبيسي انتقادات من مفكرين ومعنيين إثر إشادته بالهميم، اذ اعتبر المحلل السياسي والمختص في الجماعات الاسلامية هشام الهاشمي أن دعوة الكبيسي لتنصيب الهميم مرجعاً لسنة العراق تندرج ضمن المجاملات غير المدروسة، إذا ما وضعت في إطار الحديث عن امتلاك أدوات الاجتهاد وحيازة الأعلمية.

وأوضح الهاشمي لـ”النور نيوز”، أن المدارس الدينيّة “الحوزات” في التقاليد الشيعية، ليست كالمدارس الدينية في التقاليد السنية؛ اذ تؤسس الأولى لمرجعية شيخية صارمة وزعامة مقيدة، وأخرى عليا بنظام ديني مقدس، يُسمّى الفقيه المجتهد بالمرجع، ولكنها ليست مرجعية بحثية أو أكاديمية في الغالب، بل مرجعية للسمع والطاعة والتنفيذ.

وتمثل المرجعية الدينية لسنة العراق بعد الغزو الأميركي للبلاد مأزقًا حقيقًا، وظهر الكثير من المشايخ والهيئات والمنظمات التي تدعي تمثيلها لسنة العراق، إلا أنها في الواقع غير مأهلة لصدارة المرجعية والفتيا، وأبرزها هيئة علماء المسلمين، وجماعة علماء العراق، ودار الافتاء، وغير ذلك، حتى عام 2013 الذي شهد ولادة المجمع الفقهي العراقي برئاسة الشيخ أحمد حسن الطه وعضوية نخبة من كبار علماء العراق، ليحصل على تصويت مجلس النواب ويقر له قانون خاص في البرلمان.

وبحسب باحثين في الشؤون الاسلامية فإن المجمع الفقهي برز خلال السنوات الماضية بشكل ملحوظ عبر نخبة من العلماء التي تشارك في أعماله، وكذلك وقوفه مع قضايا الشعب العراقي بشكل عام، فضلًا عن حياديته في الكثير من القضايا، وعلاقته المتوازنة مع الحكومة والمبنية على المصالح والمفاسد.

ويرى مراقبون في الشأن العراقي أن المجمع الفقهي بدا خلال السنوات الماضية قريباً من المكونات العراقية على اختلافها في عموم البلاد ولا يوجد تشكيك حول شرعيته ومكانته.

وبحسب النائب بدر الفحل فإن الحديث عن مرجعية دينية تُدعم من الخارج فكرة مرفوضة، ولا يمكن القبول بها مطلقًا، خاصة مع وجود المجمع الفقهي العراق وعدد من الشخصيات الدينية العراقية التي لها ثقلها في الساحة.

ودعا الفحل، الهيئات الدينية كافة، إلى الالتفاف حول مرجعية أبو حنيفة وترك المماحكات التي تظهر بين الحين والآخر، مبينا في تصريح لـ”النور نيوز”، أن تعدد المراجع يؤثر سلبًا على الساحة السنية بشكل عام.

ويعتبر الفحل وهو عضو في لجنة الأوقاف النيابية، أن حديث الكبيسي عن الهميم لا يمكن الوثوق به مطلقًا مع الاختلافات الموجود بشأنه وعدم قدرته على جمع الصف والعلماء.

ورغم إعلان بعض الجهات عن تأسيس مرجعية دينية سنية وسيطرتها على بعض المساجد في بغداد وبعض المحافظات، إلا أن معنيين يرون أن ذلك لا يمكن أن يؤسس لخطوات عملية واضحة تجاه إنشاء مرجعية تهتم بالفتوى وتصدر الرأي الشرعي في النوازل.

تسريبات عن محاولات لتأسيس مرجعية جديدة
وأشارت تسريبات حول زيارة الكبيسي إلى وجود ترتيبات يقوم بها الهميم، محاولاً استغلال الكبيسي كبداية لتلك التحركات والمشاريع المستقبلية بحسب صحيفة لبنانية.

وذكرت صحيفة الاخبار اللبنانية، أن “الهميم” يرتبط بعلاقات وثيقة مع “الكبيسي”، وتمتد من ثمانينيات القرن الماضي، بتوصيف مصادر قريبة من الرجلين، فضلاً عن انحدارهما من مدينة واحدة.

ووفق مصادر الاخبار، فإن زيارة الكبيسي تتقاطع عند طموحات للهميم في إزاحة “المجمع الفقهي” من المشهد، وتأسيس مرجعية سُنّية على غرار “الأزهر” في مصر، أو الحوزة العلمية في النجف، الأمر الذي يشجّع عليه الكبيسي، ويدعو إلى إيجاد مرجعية لأهل السُنّة في العراق على غرار المرجعية الشيعية.

وأكّدت المصادر أن الهميم يمهّد لذلك من خلال تكثيف عقد المؤتمرات والندوات تحت شعار الوحدة الإسلامية، ومناهضة الغلو، والتطرّف، ومحاربة الفكر المتشدّد.

واتجهت دولة الامارات العربية المتحدة التي قدم منها الكبيسي إلى دعم جهات دينية في عدة بلدان لتعزيز النفوذ فيها عبر الهيئات والمنظمات والجمعيات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى