• العبارة بالضبط

رغم رفض الإماراتيين.. "سموم فكرية" في رمضان على قناة أبوظبي

يدعو الفقهاءَ وأهل "الإفتاء" ألا يجيبوا عن جميع الأسئلة، وأن يمنحوا الناس فرصةً للتفكير فيما يفعلونه هل هو حرام أم حلال.

ويقول: إن "الحلال تابع لذوق المجتمع والشخص والقانون. لا يحتاج إلى بيّنات، نحن مطالَبون بمعرفة الحرام فقط لتجنبه، فالشخص الذي يحب الغناء غير ملزم بأن يبرهن للعالم أن الغناء حلال".

هذه بعض آراء الباحث محمد شحرور، الذي يطرح نفسه بأنه صاحب مشروع تنويري، لكنه يلقى انتقادات واسعة، من قِبل مسلمين ودعاة ورجال دين ومختصين بالشريعة الإسلامية، معتبرين آراءه مخالفة لتعاليم وعقائد الإسلام.

لقي مشروع محمد شحرور دعاية وترويجاً في الأوساط العلمية والشعبية، وتفاعلت معه كثير من القنوات الإعلامية؛ ما أثار جدلاً ونقاشاً على الصعيد العربي عامة.

وآراء شحرور في غالبها غريبة عن المتعارف عليه بين المسلمين، وما اتفق عليه علماء الإسلام في جميع المذاهب، وهو ما يتوضح من خلال متابعة حوارات تلفزيونية مع شحرور أو برامج يقدمها.

اقرأ أيضاً:

قافلة الانفتاح تسير في السعودية.. هل ترفع نسب الإلحاد؟

وشحرور مفكر سوري، لديه شهرة واسعة في العالم العربي؛ خاصة أن شهرته جاءت من تبنيه تفسيرات وآراء حول الشريعة الإسلامية مغايرة تماماً لما هو شائع لدى المذاهب الفقهية الدينية التقليدية، ما يجعله محل جدل على الدوام.

وعلى الرغم من الاتهامات التي توجَّه من قِبل علماء مسلمين لشحرور بالإساءة إلى الدين الإسلامي، ووجود رفض عربي شعبي واسع لآرائه، وهو ما يتأكد من خلال ردود في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن في الإمارات خصصت قناة أبوظبي، المملوكة للدولة، برنامجاً في رمضان يقدم فيه محمد شحرور آراءه، وبأهم مواسم السنة (رمضان).

ومنذ ذيوع أولى حلقات البرنامج الذي يحمل عنوان "لعلهم يعقلون"، في أول يوم من رمضان، لقي البرنامج رفضاً واسعاً من قِبل الإماراتيين، الذين وجدوا أن قناة بلادهم الحكومية تدعم برنامجاً يقدَّم ما يخالف التعاليم الإسلامية في أقدس شهر عند المسلمين.

واستغرب مغردون من وجود برنامج تلفزيوني مثل الذي يقدمه شحرور، في شهر رمضان، وتساءل آخرون عن سبب ظهوره المختلَف عليه في برنامج تلفزيوني، في وقت يوجد عدد كبير من الدعاة ورجال الدين الذين يحظون باحترام وثقة المسلمين، بحسب رأيهم.

ودشن نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وسماً بعنوان "#لعلهم_يعقلون" انتقدوا فيه البرنامج وشحرور، بالإضافة إلى وسم آخر حمل اسم "#محمد_شحرور".

ومن خلال متابعته أول أربع حلقات من البرنامج، يقول أحد النشطاء الإماراتيين إن آراء شحرور "هدم فيها السُّنة بكاملها".

سعيد الرميثي وصف برنامج "لعلهم يعقلون" بأنه يؤسس لـ"التشويه والتضليل"، وأيضاً هو برنامج يدعو لـ"الإلحاد" ويبث "سموماً فكرية".

العديد من الشخصيات الإماراتية البارزة أكدت رفضها برنامج "لعلهم يعقلون"؛ بسبب الأفكار التي يطرحها شحرور فيه، مؤكدين عدم الحاجة لبرامج تتسبب في إثارة الرأي العام وتأليب شرائح المجتمع.

ليس الإماراتيون فقط من شنوا هجوماً رافضاً لآراء شحرور؛ بل شهدت مواقع التواصل الاجتماعي آراء مواطنين عرب عبروا من خلالها عن استغرابهم لطروحات شحرور.

السعودي سعيد القاضي طالب بإيقاف إذاعة البرنامج الذي يقدمه شحرور، مستعرضاً عدداً من آراء الأخير التي أشار إلى أنها مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي.

ووصفه القارئ الكويتي مشاري العفاسي، بأنه "ظاهرة زندقة تطل علينا بإنكار السنة النبوية وفتاوى أخرى شاذة".

ووصف مغردون شحرور بالإلحاد، وأنه شيوعي.

ومحمد ديب شحرور وُلد في دمشق عام 1938، وأكمل دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في العاصمة السورية، ثم سافر إلى الاتحاد السوفييتي ببعثة دراسية لدراسة الهندسة المدنية في موسكو عام 1959، وتخرج بدرجة دبلوم في الهندسة المدنية عام 1964.

عُين معيداً في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق عام 1965 حتى عام 1968، ثم حصل من جامعة دبلن بإيرلندا على شهادتي الماجستير عام 1969، والدكتوراه عام 1972 في الهندسة المدنية باختصاص ميكانيكا تربة وأساسات.

عُيّن مدرساً في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق عام 1972 لمادة ميكانيكا التربة، ثم أستاذاً مساعداً.

افتتح مكتباً هندسياً استشارياً لممارسة المهنة كاستشاري منذ عام 1973، وما زال يمارس الدراسات والاستشارات الهندسية بمكتبه الخاص في حقل ميكانيكا التربة والأساسات والهندسة إلى الآن. وقدم وشارك في استشارات فنية لكثير من المنشآت الهامة في سوريا.

له عدة كتب في مجال اختصاصه تؤخذ كمراجع هامة لميكانيكا التربة والأساسات.

بدأ في دراسة التنزيل الحكيم وهو في إيرلندا بعد حرب 1967، وذلك في عام 1970، وقد ساعده المنطق الرياضي على هذه الدراسة، واستمر في الدراسة حتى عام 1990، حيث أصدر عدة مؤلفات ضمن سلسلة (دراسات إسلامية معاصرة) الصادرة عن دار الأهالي للطباعة والنشر في دمشق.

ومن خلال النظر إلى سيرته العلمية، يتضح أن شحرور بعيد كل البعد عن دراسة العلم الشرعي والفقه الإسلامي، وأنه لا يعدو كونه باحثاً غير مؤهل لنسف تفسيرات للقرآن وكلام في العقيدة.