تخطي إلى المحتوى الرئيسي

تونس:البرلمان يسحب الثقة من حكومة الحبيب الصيد

رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد
رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد أ ف ب

صوت البرلمان التونسي لسحب الثقة من حكومة الحبيب الصيد، وذلك لإفساح المجال أمام مبادرة الرئيس الباجي قائد السبسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وكان الصيد ألقى خطابا أمام البرلمان انتقد فيه المبادرة والتحرك المفاجئ لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية والضغوط التي تعرض إليها.

إعلان

قرر البرلمان التونسي اليوم السبت سحب الثقة من حكومة الحبيب الصيد في جلسة تصويت عقدها اليوم السبت بعد مواجهة استمرت أسابيع بين الحكومة والرئاسة.

وقال الصيد في خطاب حاد النبرة ألقاه أمام النواب "اليوم جئت لا لأتحصل على 109 (أصوات) حتى أظل (في الحكم)، بل جئت لأبسط الموضوع أمام الشعب وأمام النواب".

ويخضع الصيد المستقل البالغ من العمر 67 عاما لضغوط منذ أن اقترح الرئيس الباجي قائد السبسي في 2 حزيران/يونيو تشكيل حكومة وحدة وطنية.

والحكومة الحالية التي تشكلت قبل عام ونصف وتم تعديلها في حزيران/يونيو، متهمة بعدم التحرك بفاعلية في مرحلة حساسة تمر بها البلاد. فرغم نجاح تونس في انتقالها السياسي بعد ثورة 2011 إلا أن اقتصادها يواجه أزمة فيما تستهدفها هجمات جهادية عنيفة.

الصيد ينتقد الضغوط والتحرك المفاجئ

وكان الصيد الذي لم يبلغ مسبقا بمبادرة الرئيس، عبر أولا عن استعداده للاستقالة إذا كانت مصلحة البلاد تقتضي ذلك. لكنه أدان بعد ذلك الضغوط وأعلن أنه لن يرحل إذا لم يسحب منه البرلمان الثقة.

AR NW PKG TUNISIE VOTE PARLEMENT

وبعدما اتهم لفترة طويلة بالافتقار إلى الشخصية القوية والجرأة، دافع الصيد عن عمله بشكل حازم أمام النواب وهاجم الأحزاب السياسية التي اتهمها بتجاهل التقدم الذي تحقق على حد قوله ضد الإرهاب وغلاء المعيشة وكذلك على صعيد وضع خطة خمسية.

وقال إن "الهدف لهذه الحكومة (...) هو أن تدوم في الزمن (...) لأن الوضع في بلادنا يحتم الاستمرارية" مؤكدا أن "كل تبديل عنده انعكاسات سلبية وسلبية جدا على اقتصادنا وعلى سمعتنا في الداخل والخارج".

وإذ أكد أنه لا يعارض المبدأ، قال "فوجئت (...) بمبادرة رئيس الجمهورية بتكوين حكومة وحدة وطنية" معتبرا أن هذه المبادرة أثارت شكوكا حول المستقبل وشلت عمل الحكومة.

وتابع "المبادرة جاءت في وقت صعب (...) لا يمكن أن نقوم بمبادرة ثم من بعدها نعد البرنامج. يجب أن نعد كل شيء من الأول" معتبرا أنهم أهدروا شهرين على المفاوضات لتشكيل الحكومة.

وقال الصيد الذي قاطعه النواب مرارا بالتصفيق إنه تعرض لضغوط لحمله على الاستقالة، منددا بمناورة للتخلص منه.

وقال إن الهدف من مبادرة الرئيس بات "تغيير رئيس الحكومة" مؤكدا أن البعض كانوا يسألونه لماذا لم يستقل ويحضونه على الاستقالة.

ونسب مقربون منه طلبوا عدم ذكر أسمائهم هذه الضغوط إلى أوساط نجل الرئيس حافظ القائد السبسي القيادي في حزب "نداء تونس".

وكان هذا الحزب الذي أسسه الرئيس فاز في الانتخابات التشريعية التي جرت في 2014 قبل أن ينقسم ويفقد مكانته الأولى في البرلمان لمصلحة حركة النهضة الإسلامية.

وقال مصدر حكومي "عندما نريد زعزعة استقرار حكومة في هذا السياق، فالمسألة تكون نزوات ومصالح تحت الطاولة (...) ليس هناك نظرية واحدة (لتفسير المبادرة) إنها مسألة عائلية".

سحب الثقة كان محسوما

وكانت أحزاب عدة بينها أحزاب الائتلاف الحكومي الأربعة: نداء تونس والنهضة وآفاق تونس والاتحاد الوطني الحر، قد أعلنت قبل التصويت أنها لا تعتزم تجديد ثقتها بالحكومة.

AR NW PKG TUNISIE ESSIDE VOTE PARLEMENT

وقال منجي الحرباوي من حزب "نداء تونس": "نحن ضد هذه الحكومة" مضيفا أن "البلاد تراجعت كثيرا خصوصا على المستوى الاقتصادي، ولا يمكننا الاستمرار بهذا الشكل".

أما عماد حمامي الناطق باسم حزب النهضة الإسلامي فرأى أن "المرحلة المقبلة تتطلب حكومة يقودها شخص يتمتع بمؤهلات خاصة مثل الشجاعة والقدرة على اتخاذ قرارات حاسمة".

من جهتها، انتقدت الجبهة الوطنية وهي تحالف يساري، الأحزاب الحاكمة لأنها شكلت "فريقا حكوميا غير متجانس ولا برنامج له".

وطرحت عدة أسماء لمرشحين لخلافة الصيد لكن لم تؤكد أي شخصية حتى الآن.

وينص الدستور على أن الحكومة تعتبر مستقيلة اذا لم تحصل على الثقة ويترتب على الرئيس تكليف "الشخصية الأقدر" بتشكيل حكومة جديدة.

 

فرانس24/ أ ف ب
 

هذه الصفحة غير متوفرة

يبدو أن خطأ قد وقع من قبلنا يمنع الوصول إلى الصفحة. نعمل على حل هذه المشكلة في أقرب وقت ممكن