Verified

اعتداءات طائفية واسعة النطاق ضد الأقباط

13:41 Nov 19 2009 مركزي فرشوط وأبو تشت بمحافظة قنا

Description
وقعت اعتداءات طائفية واسعة النطاق ضد الأقباط في مركزي فرشوط وأبو تشت بمحافظة قنا، بدأت يوم الخميس 19 نوفمبر واستمرت حتى يوم الاثنين 23 نوفمبر. ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية فقد تحركت أعداد كبيرة من المسلمين وصلت في بعض الأحيان إلى بضعة آلاف في توقيتات مختلفة خلال فترة الاعتداءات وفي مناطق وقرى مختلفة في المركزين. وهاجم المعتدون العديد من ممتلكات المسيحيين من محال تجارية وصيدليات وسيارات ومنازل وحقول. وقدرت مصادر كنسية قيمة الخسائر بأربعة ملايين و390 ألف جنيه.

وقد بدأت الاعتداءات حين تقدمت أسرة مسلمة من قرية الشقيفي التابعة لمركز أبو تشت بمحافظة قنا ببلاغ إلى المسئولين يوم 18 نوفمبر، اتهمت فيه شاباً مسيحياً يدعى جرجس بارومي جرجس (21 عاما)، ويقيم بقرية الكوم الأحمر التابعة لمركز فرشوط، بإغتصاب طفلتهم البالغة من العمر 12 عاماً بعد إجبارها على الذهاب معه إلى أحد الحقول الزراعية المجاورة. وقد ألقت قوات الأمن القبض على المتهم في نفس يوم تقديم البلاغ وتم التحقيق معه بواسطة النيابة العامة وحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.

وفي اليوم التالي شهد مركز فرشوط والقرى التابعة له، وبعض القرى التابعة لمركز أبو تشت المجاور له نذر توترات طائفية بدأت يوم الخميس 19 نوفمبر وزادت حدتها حتى انفجر الوضع في الفترة ما بين 21 - 23 نوفمبر.

ففي يوم الخميس 19 نوفمبر وأثناء عودة القس بنيامين نصحي، راعي كنيسة الملاك والأبناء شنودة - الواقعة بقرية الخوالد مركز أبو تشت- إلى منزله بقرية القلاعية مستقلا سيارته الخاصة وبصحبته الشماس مرتضى جابر رزق الله، قامت مجموعة من الشباب يحملون عصي وأسلحة بيضاء ونارية بإيقاف السيارة أمام قرية الشقيفي، التي تنتمي إليها أسرة الطفلة المسلمة. ووفقاً لرواية القس بنيامين لباحثي المبادرة المصرية فإن المهاجمين اعتدوا بالضرب على القس والشماس وهشموا زجاج السيارة رغم أن سيارة شرطة كانت بجوار مكان الاعتداء وأنه حاول الاستغاثة بقوات الشرطة إلا أنها لم تتحرك لنجدته. وأضاف القس أن الشماس تلقى بعدها العلاج بمستشفى أبو تشت من إصابة في الرأس وكدمة خلف الأذن، وأنه قام بتحرير محضر بالواقعة، وتم سحب السيارة إلى قسم الشرطة لمعاينتها وإثبات حالتها، إلا أنه قرر التنازل عن الشكوى صباح يوم 21 نوفمبر "خوفاً من البهدلة"، على حد قوله.

وفي يوم الجمعة الموافق 20 نوفمبر طلبت أجهزة الأمن من أفراد 15 أسرة مسيحية من قرية الكوم الأحمر ـ محل إقامة المتهم بالاغتصاب ـ مغادرة القرية فوراً خوفاً على حياتهم. وأكدت مصادر كنسية للمبادرة المصرية أن بعض أفراد هذه الأسر توجه إلى دير الأنبا بضابا بنجع حمادي للمبيت فيه، بينما لجأ آخرون للإقامة عند أقاربهم في قرى ومدن أخرى. وأشارت المصادر أن عدداً من الأسر عاد إلى القرية مع استقرار الأوضاع في بداية ديسمبر، ليس من بينهم أسرة المتهم.

ومع فجر يوم السبت 21 نوفمبر، أخذت الأحداث منحى أكثر عنفاً، حيث نشبت حرائق في ثلاثة محال مملوكة لمسيحيين في مدينة فرشوط. وأفاد شاهد عيان مسلم لباحثي المبادرة المصرية أنه وجد ألسنة نيران تخرج من محل للملابس الجاهزة في الجهة المقابلة لمقر سكنه في حوالي الساعة 2.30 فجر السبت، فقام بإبلاغ صاحب المحل جمال فهيم والذي بدوره أبلغ الجهات الأمنية والمطافئ ثم توجه إلى المحل وقام بمعاونة بعض الجيران والأهل بمحاولة إطفاء النيران، إلا أنها كانت قد التهمت جميع محتويات المحل. وقام كهنة الكنيسة – صباح السبت - بإرسال تحذيرات للمسيحيين بعدم فتح المحال التجارية والصيدليات لتخوفهم من قيام بعض المسلمين بالتحرش بهم والاعتداء على ممتلكاتهم.

وفي صباح اليوم نفسه تجمع عدد كبير من المسلمين، خاصة من قبيلة الهوارة التي تنتمي إليها الفتاة المغتصبة، أمام مركز الشرطة في مدينة فرشوط لمطالبة الجهات الأمنية بتسليم الشاب المسيحي المتهم بالاغتصاب لقتله، وهو ما رفضته الجهات الأمنية. ونتيجة للتجمهر خارج المركز، قرر قاضي المعارضات بمحكمة جنايات فرشوط تحويل التحقيقات إلى محكمة جنايات قنا، والتي حددت في وقت لاحق جلسة 17 يناير 2010 موعداً لبدء نظر القضية، وتم تأجيلها إلي جلسة 17 فبراير القادم لمناقشة المجني عليها ووالديها والأطباء الشرعيين.

ووفقا لروايات شهود عيان فقد تزايد عدد المتجمهرين من الصباح أمام مركز شرطة فرشوط مع مرور الوقت ليصل إلى عدة آلاف من المسلمين من قرية الشقيفي والقرى المجاورة لها، إضافة إلى عدد كبير من طلبة المعهد الأزهري بفرشوط. وفي حوالي الساعة الحادية عشر صباحاً تحرك المتجمهرون في مجموعات يحملون العصي وأنابيب غاز والأسلحة البيضاء والأدوات الحديدية، وقامت تلك المجموعات بالاعتداء على ممتلكات المسيحيين وتكسير الأبواب المغلقة للمحال التجارية وحرقها بعد نهب محتوياتها. وأفاد شهود عيان ـ من بينهم مسلمون ـ أن المشاركين في الاعتداءات كانوا يقومون بفتح المحلات والصيدليات ثم يدخل الصبية لسرقة محتوياتها، وبعد الانتهاء من ذلك يتم إشعال النار فيها.

وقد استمرت الاعتداءات حتى الساعة العاشرة مساء دون توقف، حيث كانت المجموعات تنتقل من منطقة إلى أخرى. وأكد عدد من الضحايا وشهود العيان أن الأجهزة الأمنية التي وصلت بعد حوالي ساعة ونصف من بدء الاعتداءات لم تشتبك مع القائمين بالاعتداءات طيلة عدة ساعات. كما تلقت المبادرة المصرية صوراً ومقاطع فيديو من مطرانية نجع حمادي التي يتبعها مركز فرشوط وبعض المواقع الالكترونية القبطية تظهر اعتداءات تمت بالرغم من تواجد بعض القوات الأمنية بالقرب من منطقة الأحداث.

وفرضت قوات الأمن سيطرتها على الأوضاع في المدينة مساء يوم السبت، بعد الاستعانة بقوات إضافية من محافظات سوهاج وأسيوط. وأفاد عدد من المصادر لباحثي المبادرة المصرية أن قوات الأمن ألقت القبض على قرابة 70 من المعتدين وإحالتهم إلى النيابة التي أمرت بتسليم 15 قاصراً منهم لذويهم وإخلاء سبيل ثلاثة وحبس 52 آخرين لمدة 15 يوم على ذمة التحقيقات، ووجهت إليهم تهم إثارة الشغب والتجمهر والحرق العمد وإتلاف منشآت خاصة. وخلال شهري ديسمبر ويناير تم إخلاء سبيل عدد من المحتجزين في دفعات متفرقة بينما لا يزال عدد غير محدد منهم رهن الاحتجاز حتى وقت صدور هذا التقرير، في غياب قرار بإحالتهم للمحاكمة.

وقد قام الضحايا من مدينة فرشوط بتقديم بلاغ إلى المحامي العام بقنا، الذي أرسل فريقاً من النيابة العامة والبحث الجنائي ومجلس المدينة لمعاينة المحلات التي تضررت من الاعتداءات.

وانتقلت حمى الاعتداءات إلى قرية أبو شوشة التابعة لمركز أبو تشت المجاور، والتي تبعد نحو 30 كيلومتر عن قرية الشقيفي. ففي فجر يوم الاثنين 23 نوفمبر نشب حريق في صيدلية ألبير وثلاث محال تجارية، الأول للقماش ملك السيد تامر ناجى عجايبى، والثاني محل أحذية، والثالث لبيع الأجهزة الكهربائية مملوك لعياد شفيق، وفقاً لإفادة القس بولس نظير، كاهن كنيسة أبو شوشة. وفى ظهر اليوم نفسه قامت مجموعات من المسلمين بحرق منازل ومحلات وممتلكات مملوكة لمسيحيين بقرية الكوم الأحمر.

وفي مقابلة تليفونية مع باحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في نهاية نوفمبر 2009، أكد الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي أنه كان قد حذر الجهات الأمنية قبل وقوع اعتداءات 21 نوفمبر، وطالبهم بتكثيف التواجد الأمني في المنطقة خشية وقوع أعمال انتقامية، خاصة في ظل وجود مؤشرات للتصاعد والانفجار. وأضاف الأسقف أن الكنيسة قامت بالاتصال باللواء مجدي أيوب محافظ قنا في أعقاب الاعتداءات لطلب دفع تعويضات للمضارين، إلا أنه رفض وأحال المسألة إلى مدير الأمن الذي لم يبد أية استجابة. وقدرت مصادر كنسية قيمة الخسائر في مركزي فرشوط وأبو تشت بما يزيد على أربعة ملايين و390 ألف جنيه، حيث تم الاعتداء على خمس صيدليات وحافلة رحلات وسيارة نقل وأكثر من خمسين متجراً ومقر جمعية قبطية. وقد حصلت المبادرة المصرية على كشف تفصيلي أعدته الكنيسة عن حجم الخسائر.

وفي الأيام التالية للاعتداءات عقدت الأجهزة الأمنية جلسات مصغرة بين العائلات في قرى مركزي فرشوط وأبو تشت للتنبيه عليهم بالتزام الهدوء وعدم الاعتداء على أرواح وممتلكات المسيحيين، وعدم الإنصات إلى أي فكر تخريبي، على حد تعبير أحد المشاركين في هذه الجلسات لباحثي المبادرة المصرية. وطلبت الأجهزة الأمنية من الكنيسة والضحايا عقد جلسة صلح موسعة ورسمية على مستوى مركز فرشوط بأكمله، وهو ما رفضته الكنيسة التي طالبت بتعويض المتضررين أولاً قبل تنظيم جلسة الصلح.

وأكدت مصادر لباحثي المبادرة المصرية خلال شهر ديسمبر 2009 على أن الأنبا كيرلس تلقى وعوداً عن طريق المقر البابوي بالقاهرة بصرف التعويضات قبل عيد الميلاد. إلا أن التعويضات لم تصرف إلا في يوم 11 يناير 2010، بعد وقوع اعتداءات نجع حمادي ليلة عيد الميلاد، حيث قامت لجنة من وزارة التنمية المحلية بصرف تعويضات للمضارين من أحداث فرشوط وأبو تشت بلغت قيمتها 335 ألف جنيه، منها 250 ألف جنيه من وزارة التنمية المحلية، و85 ألفاً من نقابة الصيادلة. وتراوحت المبالغ المستحقة ما بين 1200 جنيه حتى 30 ألفاً وفقاً لقيمة التلفيات، حيث بلغت المحال المضارة حسب تقديرات النيابة العامة 42 محلاً وصيدلية ومكتبة، وبلغ عدد المضارين 42 شخصاً.
Credibility: UP DOWN 0

Additional Reports

جريمة قتل بدافع الثأر أسفرت عن مصرع قبطيين

13:37 Apr 18, 2009

قرية حجازة قبلي بمحافظة قنا, 61.45 Kms

اعتداءات طائفية غير مسبوقة على بهائيين

13:23 Mar 28, 2009

قرية الشورانية بمحافظة سوهاج, 72.67 Kms

اشعال النار بمحل يملكه مسيحي بعد شجار مع جار مسلم

13:49 Oct 28, 2009

مدينة إسنا التابعة لمحافظة الأقصر, 93.01 Kms