Description
عقب الانتهاء من صلاة الجمعة في يوم 17 يوليو 2009 قام نحو ألفين من مسلمي قرية الفقاعي التابعة لمركز ببا بمحافظة بني سويف بمهاجمة مبنى تابع لجمعية المحبة المسيحية وكذلك منازل يقطنها مسيحيون، وذلك بسبب إنتشار شائعات بين مسلمي القرية تفيد بأن المسيحيين يعتزمون تحويل مبنى الجمعية إلى كنيسة. وقد سرت هذه الشائعات في القرية بعد قيام القس جبرائيل كاهن القرية يوم 15 يوليو 2009 بإقامة صلاة حضرها عدد كبير من المصلين بعضهم من خارج القرية وقام خلالها بتكريم عدد من الطلاب المتفوقين.
وفقا للمعلومات التي حصل عليها باحثو المبادرة المصرية فإن ما يقارب الألفين من مسلمي القرية اتجهوا بعد صلاة الجمعة إلى مبنى الجمعية وهم يرددون هتافات ضد المسيحيين وضد وجود كنيسة في القرية، ثم شرعوا في إلقاء الحجارة في اتجاه الجمعية ومنازل المسيحيين القريبة منها، واقتحم بعضهم تلك المنازل وأحدثوا تلفيات بها. وقد حضرت قوات الأمن عقب بدء الاعتداءات وانتشرت في القرية دون أن تقوم بإلقاء القبض على أي من المتورطين في الاعتداءات، كما لم يتم تحرير محضر بالواقعة أو إبلاغ النيابة العامة بها. وقامت الأجهزة الأمنية بإغلاق مبنى الجمعية ومنع مسيحيي القرية من الصلاة فيه. يذكر أن أقرب الكنائس إلى القرية تقع في مركز ببا على مسافة خمسة كيلومترات من القرية.
وقال القس جبرائيل لباحثي المبادرة المصرية إن مسيحيي قرية الفقاعي دأبوا على ممارسة شعائرهم الدينية داخل مبنى الجمعية منذ سنوات عديدة بشكل مستقر، وإن ضباط مباحث أمن الدولة ومسلمي القرية يعلمون ذلك. وأضاف الكاهن: "في يوم الأربعاء 15 يوليو قمنا بإقامة قداس الهي، وأثناء القداس وصلت سياراتان لأقارب بعض أهالي القرية وبعض الطلاب المتفوقين من قرى مجاورة وحضروا القداس معنا وقمنا بتكريمهم. وعقب ذلك قامت جهة أمنية بتحذيرنا من أن هناك توتر أمني بسبب صلاة القداس. وخلال هذين اليومين انتشر بالقرية مخبرون لمتابعة الأوضاع. وفوجئنا يوم الجمعة بخروج مسلمي القرية من المسجد مرددين هتافات وقاموا بمهاجمة المبنى ومنزل مجاور له وسرقة بعض محتوياته." وقال أحد مسيحيي القرية لباحثي المبادرة المصرية إنه ورغم الإبلاغ عن بعض أسماء الأشخاص الذين اشتركوا في الهجوم إلا أن قوات الأمن لم تقم باتخاذ أي إجراءات ضدهم، مشيراً أن هذا الهجوم سبب حالة من الرعب بين الأطفال والنساء بسبب الهتافات وقذف المنازل بالحجارة.
وعلمت المبادرة المصرية أن جلسة صلح قد انعقدت يوم 18 يوليو بحضور رئيس المجلس القروي وبعض ممثلي عائلات القرية من المسلمين والمسيحيين، بينما لم يحضر أي ممثلين عن الكنيسة. وتعهد ممثلو العائلات المسلمة أثناء الجلسة بعدم تكرار الأحداث دون التطرق إلى وضع مبنى الجمعية الذي ظل مغلقاً حتى وقت صدور هذا التقرير.
Credibility: |
|
|
0 |
|