مبارك عليكم عيد الأضحى والحج.. أعاده الله عليكم باليمن والبركات.
لقد ارتبط عيد الأضحى بالحج، فبعد أن يؤدي حجاج بيت الله الحرام الركن الأعظم بالوقوف في عرفات، وبعد رمي الجمرات في أول أيام العيد فإنهم يلتقون في البيت الحرام ليتبادلوا التهاني بالعيد السعيد، ولا أجمل من هذا اللقاء، لقاء الأخوة وفي بيت الله الحرام.. لقاء يجتمع به كل المسلمين ومن جميع أنحاء المعمورة.
وهذا ما يتميز به عيد الأضحى يأتي في ختام موسم الحج وفي هذا اللقاء الروحاني يتبادل الحجاج حديث الأخوة والإيمان، إنهم يعبدون إلها واحدا، الله لا إله إلا هو والحمد لله ويتجهون كلهم إلى قبلة واحدة ويطوفون حول الكعبة وعيونهم تتجه نحو الكعبة، ويسعون بين الصفا والمروة، ثم وهم يلقون جمراتهم.
تلك المساعي جمعت المسلمين على القيام بها طاعة لله تعالى، والأجمل من هذا وذاك أنهم كلهم يرتدون ملابس الإحرام البيضاء، كلهم على التوحيد وطاعة الله، وينحرون الأضاحي تقليدا للنبي إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.. ويوزعون لحوم الأضاحي على الفقراء والمحتاجين، إنها إحدى الصفات التي يحرص عليها المسلم وهي الإحسان ومساعدة الفقراء، لا شك في أنها ختام للحج وفرحة بالعيد بعد شعور الحجاج بالراحة النفسية.
إنها أعمال ومناسك يؤديها المسلم في الحج وكلها ترتبط بترابط المسلمين ووحدتهم، إنها تدعو إلى الترابط والتوحيد والتعاون، فلماذا لا يتخذ المسلمون منها العبرة؟ ولماذا لا ينبذون التفرقة والخلافات التي تسببت في تشتيت وحدة المسلمين؟ إننا اليوم أحوج إلى أن نستفيد من مناسك الحج التي يلتقي المسلمون، وقد ارتدوا لباس الإحرام الموحد ويسيرون في طريق واحد لأداء مناسكهم، وبنفوس راضية متحابة.
لقد آن الأوان يا أيها المسلمون لأن نتخلص من كل النزاعات بين الشعوب الإسلامية، وأن نستفيد من دروس الحج التي تدعو إلى تجمعنا واستبدال الكراهية والنزاعات بالمحبة بين المسلمين وإلى الاتحاد والتخلص من نوازع الكراهية والفرقة.
وندعو المولى القدير أن يصفي النفوس بين المسلمين ونبذ الخلاف، وكل عام وأنتم بخير.
آية كريمة: (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور).
والله الموفق.