«سوشانا والحذاء الطائر» رواية تعزز القيم الإنسانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصدرت الهيئة المصرية للكتاب رواية بعنوان «سوشانا والحذاء الطائر» من تأليف شريف صالح. تخاطب الرواية الناشئين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عاماً، حيث تبرز أهمية التكافل الاجتماعي الذي من شأنه تعزيز قيم الصداقة والإنسانية.

تحكي الرواية عن ولع البطل، ماجد، بتاريخ الأحذية على مختلف العصور والحضارات بالإضافة إلى بعض هواياته الأخرى وتنطلق الأحداث عندما تتعرض صديقته، سوشانا، للخطف من قبل بعض عصابة من اللصوص، فيفكر ملياً بإيجاد طرق لإنقاذها. يأتي ماجد بفكرة اختراع حذاء يمكنه إيجادها. وبالفعل، قام بعمل عدة تجارب مختلفة - بمساعدة بعض أصدقائه - على بعض الأحذية، بعضها باءت بالفشل إلا أنه لم يستسلم.

تدور أحداث الرواية ما بين مصر والنمسا، وأظهر الكاتب بعض المعالم التاريخية الأصيلة في كل من البلدين. وتنقسم الرواية إلى 25 جزءاً منها: القبقاب الذي تحول إلى لمبة، لا تدع أحد يهزمك، أول خطوة في الطريق الصعب وفريق القوة الثلاثية وحتى آخر فصل وهو جولة حول العالم، يتأرجح فيها الكاتب ما بين الغموض والإثارة والتشويق حيث كان حريصاً ليس فقط على الجانب السردي الخاص بالخيال العلمي وتاريخ الأحذية، ولكن أيضاً على الجانب المتعلق برحلة البطل، ماجد، ومحاولاته في العثور على صديقته، بل وإصراره وعناده على تحقيق أحلامه حتى ولو كانت شبه مستحيلة.

تحث الرواية على خلق روح الفريق والعمل الجماعي، والبحث عن حلول للمشكلات وأهمية الترابط بين الأصدقاء والعمل بيدٍ واحدةٍ للوصول إلى الغاية والهدف. علاوة على ذلك، فإن الرواية تهدف إلى ترسيخ الحضارات في أذهان الناشئين حيث تمثل كنزاً وافراً بالمعلومات المعرفية القيمة لهم، كما تسافر بالقارئ الصغير من الواقع إلى الإبداع والخيال إذ تسلط الضوء على أهمية التفكير العلمي، بدايةً من تحليل المشكلة ووصولاً إلى استنتاج الحل المناسب وطرق تطبيقه، كما تشير إلى ضرورة استخدام أحدث التقنيات للتوصل إلى الحلول.

أما على الصعيد التاريخي، فقد أشار الكاتب إلى دور العرب في التاريخ الثقافي والتجربة الإنسانية ككل. وبذلك تجمع الرواية ما بين التاريخ والخيال العلمي وتقدمه إلى القارئ بشكل مبسط وبلغة سهلة.

استطاع الرسام ياسر جعيصة وضع لمساته عن طريق رسم مشاهد تعبيرية لبعض من المغامرات في الرواية، وهو ما ساعد في إثراء التجربة القرائية للرواية. وهذه هي من أفضل اقتباسات من الرواية:

«حتى لو صنعتُ أسرع حذاء.. كيف سأصل إليها ولا أحد يعلم أين هي الآن؟!. سأل نفسه محبطاً ثم تذكر كلام والد بدر:، فاستعادت روحه الأمل والحماس.. كان عليه أن يتوقع أنهم سيحاولون إبعاده عن سوشانا وعن حلمه في اختراع أسرع حذاء».

* زاوية مراجعات الكتب الأسبوعية تُنشر بالتعاون بين صحيفة البيان ومؤسسة الإمارات للآداب

Email