وفاء كامل.. أول امرأة عضو بالمجمع اللغوي بمصر

د. وفاء كامل
وفاء كامل: لدينا من الأستاذات الفضليات من تستطيع أن تثبت جدارتها العلمية وأحقيتها بعضوية المجمع (الجزيرة)

بدر محمد بدر-القاهرة

أعربت الأستاذة بكلية الآداب جامعة القاهرة وفاء محمد كامل عن سعادتها باختيارها عضوا عاملا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، باعتبارها أول امرأة تحظى بهذا الموقع في تاريخ المجمع الذي افتتح يوم 13 ديسمبر/كانون الأول 1932.

وقالت في لقاء مع الجزيرة نت "غمرتني السعادة، وحمدت الله أن جعلني عنصرا نسائيا رائدا في هذا الموقع المرموق، ومهد الطريق أمام العالمات واللغويات المصريات كي يشاركن الرجال في العمل على استعادة اللغة العربية لمكانتها المتميزة".

وأكدت وفاء كامل، في حوار خاص للجزيرة نت، أن تأخُر انتخاب السيدات لعضوية مجمع اللغة العربية بالقاهرة لا يرجع إلى نقص في مكانتهن العلمية أو كفاءتهن، وإنما إلى "نظرة المجتمع المصري لهن في الماضي".

وأشارت إلى أن هذه النظرة المجتمعية لم تكن تنصف المرأة حتى زمن قريب، رغم أن مجمعي دمشق والعراق ضما المرأة لعضويتيهما منذ ما يقرب من 15 سنة، وأن أعضاء المجمع اللغوي السوري اختاروها قبل 12 عاما عضوا مراسلا من القاهرة.

الانحراف اللغوي
وحول طريقة اختيارها، قالت الأستاذة بقسم اللغة العربية "عند الانتخاب يفاضل أعضاء المجمع بين المرشحين عادة في الكفاءة والقدرة على العطاء، وعندنا من الأستاذات الفضليات من تستطيع أن تثبت جدارتها العلمية وأحقيتها بالعضوية، ولا أشك حينئذ أن أعضاء المجمع سيرحبون بانتخابها".

وفاء كامل لفتت النظر إلى أن التلوث والانحراف اللغوي من أهم المشكلات التي تعانيها العربية، ويتبدى ذلك في اللافتات التي تعلو واجهات المتاجر والأماكن العامة والتي تكتب باللغة الأجنبية ولكن بحروف عربية

وفيما يخص جهود المجمع، قالت د. وفاء كامل "في السنوات الأخيرة حاول المجمع أن يفعّل عمل لجانه، وأن يربطها بالعربية في العصر الحديث، فأنشأ عددا من اللجان التي تدرس اللغة العربية المعاصرة، وأخرى تحاول ربط المجمع بوسائل الإعلام".

وأعربت العضو الجديد عن أملها في أن يكون المجمع أكثر تفاعلا مع المجتمع "لأن هناك كما هائلا من الكلمات والصيغ المستحدثة والاستعمالات المعاصرة التي تتداولها الأقلام، وتنتشر عن طريق وسائل الإعلام، ولا يستطيع المجمع اللغوي ملاحقتها بالدراسة، فتستسيغها الآذان مع كثرة التكرار".

وطالبت إدارة المجمع بتشكيل لجنتين، إحداهما لمراجعة الصحف والأخرى لمراجعة الكتب الأدبية، ترصدان الكلمات والتعابير المستجدة، ثم تعرضانها على اللجان لإقرارها أو لإيجاد بديل مناسب، ثم توزع هذه القرارات على وسائل الإعلام المختلفة كي يتحقق لها التداول والشيوع.

ولفتت د. وفاء كامل النظر إلى أن "التلوث والانحراف اللغوي هما من أهم المشكلات التي تعانيها العربية، الذي يتبدى في اللافتات التي تعلو واجهات المتاجر والأماكن العامة، والتي تكتب باللغة الأجنبية ولكن بحروف عربية، وهي ظاهرة شائعة في معظم أقطار العالم العربي".

وأشارت إلى الانحراف في لغة الإعلانات بوسائل الإعلام المختلفة، التي تنتشر فيها باللغة الأجنبية فقط دون العربية، كما نجدها باللهجة العامية، أو باللجوء إلى التغريب، أي كتابة الكلمات الأجنبية بحروف عربية.

معجم حاسوبي
وفيما يخص جهودها في الفترة المقبلة، قالت "سوف أحاول بإذن الله تطبيق بحوثي التي أقوم بها منذ سنوات حول الربط بين أصوات الكلمة وتركيبها الصرفي، والاستفادة منها في اللسانيات التطبيقية، أي في الصناعة المعجمية، وفي تعليم اللغة، وكذلك في العمل المعجمي الحاسوبي لبناء قاعدة بيانات معجمية، وفي تعرّف الحاسوب على الكلام".

وعن حلمها العلمي في عملها الجديد قالت د. وفاء كامل للجزيرة نت "أحلم أن يأتي وقت قريب أرى فيه أبناءنا الشباب يحبون لغتهم ويتمسكون بها، ويرفضون التحدث بغيرها، وأن يأتي هذا اليوم الذي يكون فيه المواطن العربي غيورا على لغته".

تجدر الإشارة إلى أن العضو الجديد تعمل أستاذا متفرغا بجامعة القاهرة، وخبيرا بالمجمع اللغوي في تخصص المعاجم والصوتيات الصرفية، وعلم اللغة الاجتماعي، واللسانيات الحاسوبية، كما أشرفت على 49 رسالة علمية.

المصدر : الجزيرة