عادي
تشابهت صور مقتلهما وكأن القاتل واحد

صالح والقذافي.. ما أشبه الليلة بالبارحة

05:42 صباحا
قراءة دقيقتين
أعادت صور غدر الحوثيين بالرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إلى الأذهان مشهد قتل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في مدينة سرت قبل نحو ستة أعوام. وكان آخر لقاء بين الرجلين في القمة العربية بسرت عام 2010 حين كرّم القذافي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ب «وسام الشجاعة» قائلاً: «رغم المشاكل، أنت صامد في وجه العواصف وتستحق وسام الصمود والشجاعة». بعد استلامه وسام «الصمود والشجاعة»، أرسل صالح رسالة إلى القذافي، عبر مبعوث شخصي منه، للتعبير عن تهانيه بنجاح أعمال قمة سرت، واصفًا تلك القمة ب «القمة العربية الاستثنائية والإفريقية الناجحة»، مؤكدًا حرص الشعب اليمني على التواصل الدائم مع القذافي.
لقد أعطى القذافي نظيره اليمني وسام «الصمود والشجاعة»، بعد إعداد وثيقة تطوير منظومة العمل العربي المشترك، لكنه لم يعلم حينها أنه سيعطيه المصير نفسه أيضًا بعد سنوات، وكأنها سنوات تفصل بين مصيرين و«ما أشبه الليلة بالبارحة»، أو كأن القاتل واحد.
في صبيحة 20 أكتوبر 2011، حاول القذافي الفرار من سرت، غير أنه أسر من مسلحين في ليبيا، وكان يصحبه وزير دفاعه وحراسه الشخصيون، أثناء هروبهم من غارة للناتو، استهدفت قافلة القذافي، المكونة من رتل من السيارات، كانت في طريقها لجهة غير معلومة.
لم يمنح الثوار القذافي فرصة للهرب، فقد طاردوه داخل ماسورة للصرف الصحي، وقبضوا عليه واعتدوا عليه أمام الكاميرات، ثم قتلوه بطلق ناري، وقتلوا معه وزير دفاعه وابنه المعتصم، وعرضوا صوره وهو مقتول، تغطي وجهه الدماء، في مشهد مشابه لمقتل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. تم نقل جثمان القذافي لمدينة مصراتة، ليدفن بعدها في مكان سري بالصحراء، وتدفن معه أسرار 40 عاماً، تمكن خلالها من توحيد ليبيا، ومنع التناحر العسكري والسياسي، بالرغم مما أحدثه حكمه من تأخر ديمقراطي وسياسي واقتصادي، كانت فيه ليبيا معزولة عن العالم.
لحق صالح بنفس مصير القذافي، وكلا الرجلين لجأ إلى مسقط رأسه، وإلى مستقر القبيلة، في رحلة هروبه، حيث أوقف الحوثيون موكب صالح الهارب من صنعاء، وهو في طريقه باتجاه مسقط رأسه في «سنحان» قبل أن يعدموه رمياً بالرصاص، مثلما حصل مع القذافي مع فارق الزمن والتوقيت.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"