شبح حرب النجوم

00:11 صباحا
قراءة 3 دقائق

حافظ البرغوثي

حرب النجوم التي أطلت بوادرها في الثمانينات، وانطفأت مع انهيار الاتحاد السوفييتي عادت للظهور بزخم أشد مع تحذيرات متبادلة بين المعسكر الغربي والصين هذه المرة، وليس روسيا وحدها. فالغرب الذي يعيد الرئيس الأمريكي جو بايدن صياغة أولوياته الجيوسياسية، يجد في الصين التحدي الأكبر في كل المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية. ولهذا انصبت اهتمامات الغرب على التطور التكنولوجي في السلاح الصيني، والتمدد الاقتصادي  العابر للقارات من طرق وموانئ، وبنى تحتية تتمدد في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط.

 ولعل الطفرة التكنولوجية الرقمية الحالية، هي نتاج ما وفرته الدول العظمى من تكنولوجيا لأغراض عسكرية، حيث اختصرت نتاج مئة سنة من التقدم التكنولوجي في أقل من عشر سنوات في نهاية القرن الماضي. وبعد انتهاء الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوفييتي وجهت التكنولوجيا العسكرية في حرب النجوم للأغراض المدنية، فكانت الطفرة الرقمية التي نعيشها مع الذكاء الاصطناعي الذي يجري استخدامه في الطائرات والدبابات المسيرة. 

 فالعالم الآن يشهد استئنافاً مكثفاً ومكلفاً لتسخير التكنولوجيا لحرب نجوم حقيقية، فالروس كدسوا صواريخ فرط صوتية، وطائرات تطير في الأعالي وقادرة على إسقاط أقمار صناعية والتشويش عليها حتى تصيبها بالعمى، وكذلك الصين التي أجرت تجارب على صواريخ يمكنها التحليق بسرعة 25 ضعف الصوت، بينما يركز الجميع ومعهم الأمريكيون على سلاح الليزر وتسليح أقمار صناعية. ولهذا خرج عراب العلاقات الأمريكية الصينية هنري كيسنجر وهو في السابعة والتسعين من عمره، ليحذر من التصعيد بين بلاده والصين.

 وقال كيسينجر إن التوتر بين الولايات المتحدة والصين يهدد العالم بأسره، وربما يؤدي إلى نزاع غير مسبوق بين الدولتين العملاقتين عسكرياً وتقنياً. 

 وأوضح أنه على الرغم من أن خطر نشوب نزاع نووي كان كبيراً خلال الحرب الباردة، أدى التقدم التكنولوجي في مجال الأسلحة النووية، خصوصاً الذكاء الاصطناعي، وهما قطاعان تتصدرهما الولايات المتحدة والصين، إلى مضاعفة خطر نهاية العالم.

 وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال إنه «للمرة الأولى في التاريخ، تمتلك البشرية القدرة على التدمير الذاتي في وقت محدود». وأضاف «طوّرنا تقنيات تتمتع بقوة كان لا يمكن تصوّرها قبل 70 عاماً». لكن بلينكن قال، إنه «لا مصلحة للولايات المتحدة والصين في اندلاع مواجهة عسكرية بينهما».

 وما قاله الوزير الأمريكي هو انعكاس لما صرح به الرئيس بايدن الذي حذر سابقاً الدول الغربية والأطراف المتحالفة معها من «منافسة استراتيجية صارمة وطويلة الأمد» مع الصين، كما اعتبر أن مواجهتها أكبر تحد لإدارته.

 وردت الصين على لسان وزير خارجيتها، وانغ يي بالقول: إنها تسعى إلى حوار مع الولايات المتحدة لخدمة مصالح البشرية جمعاء، ولا تريد تحدي الطرف الأمريكي، معتبرة أن سبب التوتر بين الجانبين يعود لإجراءات إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب.

 وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أول من تحدث عن حرب غير تقليدية وقال، إنه على الولايات المتحدة الاستعداد لصراع محتمل في المستقبل، لا يشبه كثيراً «الحروب القديمة» التي استهلكت وزارة الدفاع لفترة طويلة.

 وقال أوستن خلال زيارة للقيادة الأمريكية في المحيط الهادي، والتي مقرها هاواي، إن «الطريقة التي سنقاتل بها في الحرب الرئيسة المقبلة، ستبدو مختلفة تماماً عن الطريقة التي قاتلنا بها في الحروب السابقة».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"