محمد أمين محكمة «فيسبوك»! محمد أمين السبت 24-07-2021 01:06


لم يُكدر صفو العيد إلا بعض الحوادث والجرائم العائلية.. ولم يُخرجنى من «مود العيد» إلا جريمة هنا وجريمة هناك، وغير هذا فقد كانت الدنيا تفتح ذراعيها بالحب والفرح والانسجام.. ولست من الذين يشتبكون مع أخبار الحوادث العائلية أو يكتبون فيها، خاصة أنها ذات طبيعة خاصة وعائلية لم نعرف تفاصيلها بعد.. ولا أحب أن أنحاز إلى طرف دون آخر، ولكن السوشيال ميديا تُمطرك بهذه الأخبار والفيديوهات كل دقيقة، ما يجعلك طرفًا فى القضية، وتتكلم فيها رغم أنفك!.

ولا يعجبنى فى هذا المناخ أن نصل إلى أحكام مسبقة فى القضية، بينما كل ما وصل إلينا كلام لا يرقى إلى الحقيقة أبدًا، وهى التى تصل إليها النيابة وجهات التحقيق.. وتنتهى بحكم القضاء.. فقد نصّب البعض من نفسه قاضيًا فى قضية المحاسب «محمد»، قتيل زوجته، بطوخ، وطبيب المنصورة الذى قتل زوجته الطبيبة بإحدى عشرة طعنة وتركها تغرق فى دمائها، وهرب إلى أحد أقاربه فى المحافظة، حتى حددت أجهزة الأمن مكانه، وألقت القبض عليه!.

فى الحادثين لا يمكن أن تتكلم عن ظروف اقتصادية ضاغطة، أو الجهل، فالأمور عال العال.. ولكن يمكن أن تتحدث عن التفاهم وطريقة الحياة بين الزوجين.. فمنذ متى كان التفاهم بسكين المطبخ؟.. سواء بين أسرة المحاسب أو أسرة الطبيبين فى المنصورة؟.. وكيف أصبح القتل والخلاص من الزوج أو الزوجة أول خطوة؟.. لا أحد يتخيل عملية القتل هنا أو هناك.

وأظن أن القضية الأولى فى طوخ كانت حديث المدينة كلها فى العيد، ومن غرابتها أنه لم يعثر أحد على سبب واحد للقتل، وظل الجميع يبحث وراء القصة عن سبب نفسى أو اجتماعى أو حتى مرضى فلم يجد.. وراح الناس يبحثون عن صفحتى القتيل والمتهمة، وراح الكل يحلل أسباب الحادث وثبات الزوجة المريب.. فلم يجد!.

واضطر «فيسبوك» إلى إغلاق الصفحتين، وكان البحث على «جوجل» رقم واحد.. فلم يزدنا حيرة إلا حادثة طبيب المنصورة؛ لينشغل الناس بجريمة أخرى.. وتتسابق المواقع لتقديم خدمة مصورة للحادث، والبحث عن أسباب الجريمة، فلم تجد أسبابًا مقنعة لاستخدام السكين وتنفيذ عملية القتل لأول خلاف!.

نحن نريد أن نتحرك من الآن؛ لأن عمليات القتل الزوجية أصبحت أكثر من أى وقت مضى.. وأنصح كل زوجين بعدم اللجوء إلى حوار سكين المطبخ.. وأنصح أيضًا بأن يتم اختبار كل عروسين قبل الزواج؛ لبحث قواهما العقلية، وتقديم شهادة حسن سير وسلوك للمأذون، عند عقد القران!.

فالكفاءة المالية وحدها لا تكفى.. وقد رأينا زواج المحاسب وحافظة القرآن، ورأينا زواج الطبيب من الطبيبة.. فالحياة لم تكن تحت ضغوط اقتصادية أو ظروف إنسانية واجتماعية.. ولكنها كانت علاقات شبه متكافئة؛ اقتصاديًّا وعائليًّا وتعليميًّا، فماذا ينقص هذه الزيجات حتى تقدم نموذجًا طيبًا للمجتمع؟!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية

SERVER_IP[Ex: S248]
To Top
beta 2 249