No Script
عبدالعزيز التميمي

كويت اليوم... عهد جديد
ببركة وتوفيق من الله سبحانه وتعالى وتكاتف أصيل من الشعب الكويتي رزقنا الله سبحانه وتعالى حضور العهد الجديد تحت راية سيدي حضرة صاحب السمو الأمير المفدى الشيخ مشعل الأحمد، الذي يعمل بميزان العدل وتحكيم الضمير ولله الحمد غايته الأولى، رضا الله العلي القدير ومصلحة الشعب الكويتي الذي قدّم لسموه بكل الحب والولاء والطاعة فروض المواطنة المخلصة بكل صورها الجميلة الراقيه بشكل عملي ومتميز.وقد تجلّت هذه المواطنة المعهودة من الشعب الكويتي بأمور سياسية كثيرة واجتماعية أكثر مثلت بكل صراحة ووضوح روح الأسرة الواحدة التي جُبل عليها أهل الكويت وحكامها منذ فجر التاريخ.فمنذ عهد صباح الأول إلى هذا اليوم شعارنا في الكويت أسرة كويتية واحدة دعائمها الحب والطاعة والتعاون، وبهذا نحن ولله الحمد نعيش الحياة السعيدة مع أسرة الحكم آل الصباح الكرام، حيث لا باب موصوداً في وجه المواطن لأي مسؤول ابتداءً بالباب الأول بعد الله سبحانه وتعالى، في الديوان الأميري وصولاً إلى أبواب الإدارات الأخرى في الحكومة الرشيدة التي كلّف برئاستها الشيخ أحمد العبدالله الأحمد الصباح، صاحب المواقف المؤكدة، انه ولله الحمد الرجل المناسب في المكان والزمن المناسب لتتحرك سفينة الكويت سفينة (الهولو يا مال) إلى موانئ الخير والبركة بفضل توجيهات القيادة السامية لحضرة صاحب السمو الأمير، الذي اعطى لشعبه الكثير من الآمال لتحقيق ما يتمناه الشعب بحرية تامة لاختيار مَنْ يمثله بكل حرية وشفافية في الجانب الديموقراطي للحياة السياسية لدولة الكويت، دولة القانون والمؤسسات التي بهرت الجميع، فأعطت نتيجة متميزة من نواب الأمة الافاضل بفضل ما نشهده من ممارسة حقيقية للعمل الجاد وإصرار جميل من القيادة والشعب على إعادة الكويت ببركة من الله سبحانه وتعالى إلى ما كانت عليه من ريادة وتقدم وازدهار. شعارنا للعمل الجاد هو (قد نتأخر قليلاً ولكننا من المؤكد لن نخرج من ميدان المحبة والعطاء).اللهم احفظ الكويت أميراً وحكومة وشعباً من كل مكروه، اللهم آمين.

د. عبدالرحمن الجيران

الإسلام لم ينتشر بالسيف؟
الشريعة الإسلامية لم تضع السيف قط في غير موضعه ولم تستخدمه قط حيث تستغني عنه بغيره، بل من يقرأ سيرة الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، في مكة، يجد أنه مكث 13 سنة فيها ينشر دعوته ثم في المدينة بين أقوام يكرهونها ويحاربونها ويكيدون لها ويصدون الناس عنها ولم يؤمر فيها بالقتال...ومن اختار الدين الجديد فهو مسلم كالمسلمين في ما له وفي ما عليه، ومن بقي على دين آبائه فليس عليه غير الجزية يؤديها للحاكم المسلم في مقابل حماية الدولة الإسلامية له وأمواله وصلبانه وكنائسه ومعابده، ولا يدفعها إلا الشاب القوي القادر على الكسب ولا تدفعها المرأة ولا الطفل ولا العاجز ولا الشيخ الهرم بل هؤلاء تكفلهم الدولة المسلمة ضمن رعاياها.وقد غدر المشركون أكثر من مرة بعهودهم ولم يكن ذلك موجباً لسقوط العهد مع من استقام منهم على عهده، قال تعالى:«فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم» كما أمر القرآن الكريم المؤمنين أن يعاملوا الخائن بمثل عمله ولا يتعدوه إلى الظلم والتنكيل وحثهم على الصبر إذا آثروه على الانتقام «وإنْ عاقبتم فعاقِبوا بمثلِ ما عُوقبتم به ولئن صَبرتم لهو خيرٌ للصّابرين»، كما غدر كفار قريش بعدما عقدوا صلح الحديبية فلم يُبطل النبي، صلى الله عليه وسلم، عهد سائرهم كما أنه التزم بمضمون الصلح.فلم يقبل عنده مَن جاءه من المشركين في أثناء قيام صلح الحديبية عملاً بما تم الاتفاق عليه. قال أبو رافع مولى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بعثتني قريش إلى النبي فلما رأيته وقعَ في قلبي الإسلام، قلت يا رسول الله لا أرجع إليهم! قال (إني لا أخيسُ بالعهد ولا أحبسُ البردَ ولكن ارجع إليهم فإن كان في قلبك الإسلام فارجع).ومثال آخر للوفاء بالعهد، قال حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه، ما منعني أن اشهد بدراً إلا أنني خرجت وأبي حُسَيل فأخذنا كفار قريش فقالوا إنكم تريدون محمداً، فقلنا ما نريده وما نريد إلا يثرب! فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننطلق إلى المدينة ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله فأخبرناه الخبر، فقال: انصرفا، نفي بعهدهم، ونستعين الله عليهم؟ولا نعرف إشاعة أكذب من قولهم جهلاً منهم أو تجاهلاً إن الإسلام دين سيف وإن العلاقة بينه وبين الأمم حرب وقتال ولو رجعنا للتاريخ القريب لوجدنا حروب العقائد من الهندوس والمجوس وعبّاد الصليب واليهود ونظرنا إليها من الوجهة العلمية لوجدنا أن أصحاب الأديان الأخرى قد شنوا على غيرهم من الحروب المقدسة أضعاف ما أثر عن تاريخ الإسلام.ولعل اللاجئين والنازحين اليوم خير مثال على الظلم الذي جاء الإسلام بالنهي عنه، حيث تجدهم ينقلون عشرات الألوف في بلادهم إلى بلاد الأمم الغالبة ويعيشون بمستعمرات عيشة الأرقاء ويمتهنونهم بالأعمال الشاقة وإدارة المصانع والغابات والصحارى دون أدنى حقوق للإنسان. فأين احترام اتفاقية جنيف للأسرى؟والمواد من 17 إلى 20 بشأن قوة الاحتجاز؟ويقولون انتشر الإسلام بالسيف، ونقول (رمتني بدائها وانسلّت).

د. عادل فهد المشعل

ليست مسرحية ولا مسخرة... أما عن ألمانيا؟
إن ما حدث بين رد إيران على قصف السفارة الإيرانية في سورية من قبل إسرائيل ثم رد إسرائيل على رد إيران، لم يكن مسرحية أو مسخرة كما وصفها ايتمان بن غفير، وهو وزير يميني إسرائيلي متطرف، بل كل ما حدث أنها كانت تنم عن «حرفنة» من الجهتين في توجيه الرد غير الرادع لأنه محسوب ضمن إستراتيجية محسوبة بدقة متناهية، الأمر الذي يعكس مدى أهمية إيران في المنطقة في العديد من الملفات الإقليمية بينما يتمنى نتنياهو وبن غفير، توسيع مدى الحرب لولا الضغط الأميركي المؤيد لإسرائيل لكنه يُعاني من شبح الانتخابات المقبلة.وقال وزير الخارجية الإيراني إن أحداث أصفهان والطائرات المسيرة التي تم إسقاطها لم تسبّب أيّ خسائر بشرية أو مادية، وكذلك قصف إيران لإسرائيل كان محدوداً والسخرية من الدول المؤيدة لإسرائيل التي تطالب إيران بضبط النفس.ومن بين تلك الدول المؤيدة لإسرائيل ألمانيا التي مازالت تدفع بالتعويضات لضحايا «الهولوكوست»، ورغم التذمر الشعبي إلا ان الحزب الحاكم وهناك مَنْ يؤيدهم بالطبع ماضون في تقديم الدعم لإسرائيل مادياً ومعنوياً، إلا أنها فوجئت وهي تجد نفسها متهمة في المحكمة الدولية.وكانت الصدمة لألمانيا ليست التهمة فقط بل انها لم تأتِ من دولة عربية أو إسلامية بل من نيكاراغوا التي انطلقت من منطلق إنساني والبحث عن العدالة الدولية التي قد تكون هناك خطط مستقبلية للنيل من حكومتها بتنسيق غربي.وقال الفريق القانوني لنيكاراغوا إن الشعب الفلسطيني يتعرّض لأكثر الأنشطة العسكرية تدميراً في التاريخ الحديث، وانه لم يتم وقف الدعم العسكري الألماني لإسرائيل حتى بعد قرار محكمة العدل الدولية بوقف التسليح كما أن هناك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي منذ اليوم الأول للعملية العسكرية الإسرائيلية بغزة، وأن ألمانيا مسؤولة عن المشاركة في الإبادة في فلسطين وانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة بدعمها لإسرائيل.وجاء الرد الألماني على اتهامات نيكاراغوا في محكمة العدل الدولية مبيناً ان نيكاراغوا عدلت موقفها في الدعوى عبر إضافة انتهاكات بالضفة الغربية دون إيضاح السبب كما طالبت نيكاراغوا بتحديد ما اذا كانت إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية قبل النظر بموقف ألمانيا التي اتهمت نيكاراغوا بأنها انتهكت المبادئ الأساسية المتعلقة باختصاص المحكمة في النظر بالدعوى، وأكدت على أن ألمانيا ترى أنه من حق إسرائيل الوجود والحفاظ على أمنها وأن ذلك كان محوراً أساسياً في سياسة ألمانيا، ولم تنف أنها تقوم بتزويد إسرائيل بالأسلحة إلا أنها قالت إن العملية تخضع لمراجعات دائمة.وبالنسبة لي فإنني كنت ومازلت معجباً بالعقلية الألمانية خاصة في ما يتعلق بالرياضيات وبالقدرة على إعادة بناء إلمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، وبالمحركات الألمانية المختلفة لما تتمتع به من متانة قوية، لكنها لم تكن كذلك في الرد على الاتهامات التي وجهت إليها في المحكمة الدولية اذ انها كانت ركيكة وغير مقنعة وسيلعنها التاريخ الإنساني والسياسي الشريف، إضافة الى لعنة الشعب الألماني الرافض للمجازر، وعندما يذهب الحزب الحاكم ستجد فلاسفة ألمانيا وأدبائها بانتظاره لتقديم اللوم، أمثال كافكا، وهو ألماني يهودي من أصول تشيكية ومعه، الفيلسوف الالماني شوبنهاور، الذي ولد في بولندا، ومعهم الشاعر غوته، وهم يستمعون إلى سمفونية الموسيقار الألماني بتهوفن، الخامسة التي تحمل عنوان «ضربات القدر»، ولسوف يأتي اليوم الذي تدفع تلك الدول على الاعتذار ودفع التعويضات للشعب الفلسطيني.وليست ألمانيا فقط من الدول الغربية التي ساندت جرائم التجويع والتهجير والقتل الممنهج التي تقوم بها إسرائيل ضد شعب أعزل بل هناك دول أخرى منها ما نشرته القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية من ان رئيس وزراء بريطانيا سوناك، الذي قال لنتيناهو إن بريطانيا تدعم القضاء على حماس لكن ليس بكارثة إنسانية، وهو لا يستحق الرد والتعليق...، كما أتمنى أن يقدم للمحاكمة هو وفريق عمله في المحكمة الدولية أو في المحكمة البريطانية أو من قبل الصحافة البريطانية الرزينة، أو من خلال صندوق الانتخابات المقبلة، ولسوف يجد مَنْ يلعنه خاصة شكسبير وبقية زملائه.همسة:إن ما يحدث في العالم ليس مسرحية أو مسخرة.

عامر الفالح

نزيف قانون الإعاقة
كيف كانت الأوضاع المعيشية والحياتية والمالية للمعاقين قبل تشريع قانون الإعاقة المسخ الذي استنزف المال العام ومقدرات الدولة؟ هل كان المعاقون بهذه الأعداد الفلكية التي تتكاثر يوماً بعد يوم وتتحايل بكل الطرق لتزوير إعاقاتها لتحلب هذا القانون وتستنزف المال العام من خلال مزاياه المُغرية؟ هل كان المعاقون الحقيقيون يعانون من تقصير الدولة تجاههم في خدماتها الصحية والتعليمية والمادية؟ما كنا نشعر بهذه الفئة أو معاناتها وذلك لسببين لقلة أعدادهم وأرقامها الطبيعية وسيطرة الدولة على خدمتها بكل انسيابية دون أن تتذمر هذه الفئة حتى جاء هذا القانون الذي تم تفصيله الذي أغرى الكثير من الأصحاء للأكل من الكعكة الكبيرة بفضل عناصر فساد تغلغلت في كيان هذه الهيئة وبدعم من نواب سابقين فاسدين ومسؤولين متواطئين معهم، فصارت هذه الهيئة وقانونها الكارثي في خدمة القواعد الانتخابية لمدعي الإعاقة.في آخر إحصائية عددية لمستحقي رعاية المعاقين بكل فئاتها ودرجاتها هو 65 ألف معاق بنسبة 10 ٪ من عدد سكان الكويت من الكويتيين، وهو رقم مخيف ومثير للجدل والقلق، وهذا الرقم لا يشمل الذين يرعون المعاقين من أقاربهم وأبنائهم فهم مشمولون بمزايا مالية كالراتب الاستثنائي والإعفاء من السن التقاعدية، وهذا هو الأكثر استنزافاً للمال العام، ناهيك عن المزايا الأخرى للمعاق من تقديم الطلبات الإسكانية على طالبي الرعاية الإسكانية من المواطنين، فهم لهم أولوية بأقل من خمس سنوات وهذا الذي يتقاتل من أجله مدعو الإعاقة الذين اختلطت ملفاتهم بملفات المعاقين الحقيقيين.ملف الإعاقة لا يقل خطراً عن ملف تزوير الجنسية، فهو يستنزف الخزينة العامة للدولة ويفتح شهية المتربصين بالأموال العامة الذين يبحثون عن ثغرات القوانين والتشريعات لحلب البلد، وطالما أنه تمت إحالة الكثير من ملفات الإعاقة إلى النيابة العامة بجريمة التزوير والتلاعب بالتقارير الطبية فإن ما خفي أعظم، فهي شبكة أعضاؤها سياسيون وبرلمانيون وأطباء ومسؤولون وسماسرة تستفيد مادياً وسياسياً من هذا الملف.المصيبة الأكبر أن هذا القانون تم التعديل عليه مرة ثانية بإضافة فئات أخرى مستفيدة، وصار الهم الأكبر وللأسف عند بعض نواب البرلمان إرضاء القواعد الانتخابية التي لم يكتفِ بعضها بالقانون الأصلي ليضغط شعبياً كي تستفيد فئات أخرى لا يشملها القانون وبإجماع نيابي وحكومي.المطلوب أن تتوقف حنفية هذا القانون وغربلة مواده وعودة الوضع كما كان قبل القانون فالأموال العامة لها حُرمة.free_kwti@hotmail.com

حسين الراوي

جاك الذيب... يا وطن!
في يوم الخميس 25 أبريل 2024، نُشر في جريدة «الراي» خبر جاء من ضمنه أن: «المحكمة الدستورية أقفلت باب الطعون بعد أن تلقت 13 طعناً انتخابياً فقط، منها طعنان يطلبان بطلان العملية الانتخابية لعدم سلامة مرسوم الضرورة الذي أُجريت وفقه، ولعدم صحة تصويت أبناء المجنسين، وطعن على عدم صحة ترشح نائب وطعون أخرى بشأن أخطاء في جمع الأصوات».وهذا الخبر يعني باختصار ليس شديداً فقط، بل باختصار معصور على الآخر أن هناك احتمالاً أن يتم فركشة مجلس الأمة الحالي، بناءً على حُكم سيصدر من المحكمة الدستورية، ومن ثم الرجوع من أول السطر لتحديد موعد جديد لانتخابات برلمانية جديدة، ونكرر القصة والسيناريو والحوار ذاتها التي عشناها مرات سابقة ببطلان العملية الانتخابية، وحل مجلس الأمة، ولا طبنا ولا غدا الشر!ذلك الخبر أعادني لمشهد كوميدي رائع في مسلسل «درب الزلق»، حينما ظهر بائع الثلج بوصالح، وهو يوصي ابنه الأهبل صالح، بأن يراقب له الطريق، لأنه ينوي رؤية جارته أُم سعد، التي يعشقها، لذا أخبر بوصالح ولده صالح أنه إذا رأى حسينوه الشري، الولد الثاني لأُم سعد قادماً على الطريق فإنه يجب عليه أن ينبهه ويُحذره، بأن يقول له: «جاك الذيب جاك الذيب». من أجل أن يبتعد بوصالح بعيداً عن باب بيت جيرانه، حتى لا يقع في مشكلة مع حسينوه الذي يخاف منه بوصالح.وبعد أن بدأ الابن صالح يراقب الطريق، وفور ما وقف والده أمام بيت أُم سعد ليطرق بابه، أخذ صالح يصيح بأعلى صوته، وهو يردد: جاك الذيب، جاك الذيب يبا!حينها قفز بوصالح من الخوف وارتمى في مكانه الأول، بعدها سأل ابنه صالح: «عسى ما شافني»؟ فقال صالح: «منو يبا»؟ فقال بوصالح: «حسين». فقال صالح متسائلاً: «أي حسين»؟!المثل الشعبي (جاك الذيب) ينطبق تماماً على النواب الذين فازوا أخيراً في الانتخابات البرلمانية الماضية، من حيث علاقتهم بأحكام المحكمة الدستورية، التي ينتظرون صدور حُكمها بخصوص صحة وسلامة العملية الانتخابية السابقة التي كانت بتاريخ 4 أبريل 2024، فالنواب الآن يعيشون في حالة من الترقب والقلق من صدور حكم يخرجهم من المشهد السياسي الحالي إلى خط البداية في رحلة الترشيح لعضوية مجلس الأمة!في نهاية المقال... أي حالة ينطبق عليها المثل الشعبي (جاك الذيب) هي حالة تخلو من الاستقرار والنماء والثمار، لأنها بالنهاية حال عبثية بلا أدنى شك، فالأمور المهمة والجسيمة يحتاج نجاحها للوضوح والدقة والثقة، لا لأن تُرمى هكذا عبثاً في فم الذئب الذي سوف يفترسها دون أن يكترث بحال الشعب الغلبان، وحال تنمية الوطن المشلولة داخلياً وخارجياً!

يوسف الجلاهمة

آخر الأسبوع
قطع أرزاقلا يختلف أي مواطن في الكويت على أن وضع «غير محددي الجنسية» غير طبيعي، والسياسيون في بلدي دائماً يكرّرون في وصف الحالة «وضع إنساني... يجب أن يوضع لمعاناتهم حل»، وهم في واقع الحال يترزقون على هذه القضية سواء في ندواتهم الانتخابية أو أثناء عضويتهم أو في الدواوين ومواقع التواصل الاجتماعي، «رزقة سياسية»، فرغبتهم بحل هذه القضية هي نفس رغبة بعض العرب في حل القضية الفلسطينية.منذ ربع قرن تقريباً تقدمت من خلال الصحيفة باقتراح قابل للنقاش سواء بالتعديل أو بالزيادة، الاقتراح فكرة هدفها حل هذه المشكلة نهائياً وللأسف يومها قيل لي لا تحاتي خلال أشهر تُحل المشكلة. فعلاً لم يتم ذلك!! عموماً أقدم الاقتراح نفسه لكن بعد تعديله وإضافة بعض الاقتراحات عليه لحل هذه القضية لكن بشكل علمي وقانوني خالٍ من «الإنسانية السياسية».الفكرة تعتمد على عناصر أساسية كل عنصر له قيمة لنفترض 10 في المئة، وهذه العناصر عشرة فمن يحصل على 80 في المئة يحصل على الجنسية الكويتية تحت بند «أعمال جليلة»، والعناصر العشرة هي:1. لديه إحصاء 6510في المئة 2. لديه شهادة ميلاد كويتية10 في المئة3. متزوج من كويتية10 في المئة4. متزوج من كويتية وله أولاد 10 في المئة5. لديه استمرارية دراسة من الابتدائي إلى الثانوي في دولة الكويت 10 في المئة6. لديه شهادة جامعية أو ماجستير أو دكتوراه10 في المئة7. خدم في السلك العسكري 25 سنة أو شارك في الحروب التي خاضها الجيش الكويتي أو أبناء شهيد10 في المئة8. يحملُ تخصصاً نادراً 10 في المئة9. لديه أقارب من الدرجة الأولى كويتيين10 في المئة10. ليس عليه أحكام تخل بالشرف والأمانة (حُسن السير والسلوك)10 في المئةمجموع هذه النقاط 100 في المئة من يحصل على 80 في المئة منها يحصل على الجنسية الكويتية تحت بند أعمال جليلة، ويحصل على امتيازات الكويتي عدا السياسية (الترشيح والانتخاب)، ومن يحصل على أقل من ذلك يحصل على الإقامة الدائمة وله حق العمل في المؤسسات الحكومية، ويدخل نظام التقاعد والطبابة والتعليم المجاني.شروط من يطلب الخضوع لهذه النقاط:1. لديه ملف في «الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية».2. إذا انطبق عليه الحصول على الجنسية القانونية تحت بند «أعمال جليلة»، فعليه الاعتراف بجنسيته الأصلية التي في الملف ويكتب كتاب تنازل عنها ويسلم لسفارة بلده الأصلي لتصرف له الجنسية الكويتية.3. من يحصل على الإقامة الدائمة عليه الاعتراف بجنسيته الأصلية واستخراج جوازه ومنحه الإقامة الدائمة ويحق لأبنائه في هذه الحالة الحصول على الجنسية تحت بند «أعمال جليلة» إذا حصلوا على 80 في المئة من النقاط بعد استكمالهم السن القانونية للحصول على الجنسية الكويتية مع تنازلهم عن جنسيتهم الأصلية إن رغبوا ذلك.4. أما مَن عليه أحكام مخلّة بالشرف والأمانة فيتم التعاون مع دولته الأصلية وترحيله (غير مرغوب فيه).هذا الاقتراح يجب تطبيقه مع استمرار العمل في كشف وتنظيف ملفات الجنسية من «المزوّرين والمزدوجين» وعدم الالتفاف لمن يصرخ من ألم تنظيف الملفات، بند واحد للتجنيس يعمل به لهذه الفئة «الأعمال الجليلة»، وتوقف بقية المواد عدا أبناء الكويتية حسب الشروط الموضوعة حالياً وكذلك زوجة الكويتي وبشروطها، وبهذا يُغلق هذا الملف ونبعد عنه الطحالب والطفيليات التي تتغذى عليه.المطلوب دراسة الاقتراح بروح إيجابية، وهو قابل للتعديل والتنقيح والزيادة تحت إطار القانون والدستور، وبحل هذه المشكلة صحيح أننا سنقطع أرزاق الساسة لكن سنكسب وطناً مستقراً، الأمر ليس سهلاً، ولكنه ليس مستحيلاً، نحن بحاجة إلى قرار/ إصرار وعزيمة رجال.كله صوجكمإعلان تركيا والعراق وقطر والإمارات التعاون لتوقيع مذكرة تفاهم لمشروع (طريق التنمية) والذي يربط ميناء (الفاو الكبير) العراقي شمال الخليج العربي عبر سكك حديد وطرق برية إلى السواحل الجنوبية للحدود التركية بهدف نقل البضائع والسلع من وإلى جنوب وشرق آسيا إلى شرق ووسط أوروبا.نقول: سلامات ميناء مبارك الكبير وخطاك السو، عندما أعلنت الكويت نيتها البدء في بناء ميناء مبارك الكبير، عندها طامر وهوس الجانب العراقي، ووصف الكويت بجار السوء.هنا ظهرت طيبة وعبط الجانب الكويتي وأوقف البناء، وقام بمتابعة بناء ميناء الفاو الكبير بمساعدة خليجية وهو يغني «أحط إيدي على خدي...»، وتحت سياسة خارجية اطعم الفم تستحي العين.اقتراح: تحويل جزيرتي بوبيان ووربة إلى منطقتين ترفيهيتين (ألعاب ودوارف وزحلاقية) أو مدينة ألعاب مائية إضافة إلى منطقة شاليهات للتأجير اليومي عن طريق أملاك الدولة أو هيئة الصناعة على اعتبار أكبر سماسرة حكوميين لتأجير الأراضي الكويتية.تسليم مفتاح• أعجبني اتصال وزير التجارة والصناعة على عدة نواب أبلغهم بأنه أوقف نظام النوبات والبصمة للموظفين في المراكز الحدودية، «أنه عدل عن قراره ورجع إلى جادة الصواب».• كما أعجبني اللقاء الذي أجراه الإعلامي والنائب قبل الحلف فايز الجمهور مع راشد العنزي مدير الرعاية السكنية (مؤسسة حكومية) وبشر الإعلامي المواطنين بأنه يوم 2024/05/19 هو بدء استقبال طلبات التخصيص لمنطقة الصليبية وتيماء وهذا جهد اللجنة الإسكانية في مجلس 23.المطلوب: من كل وزير عمل نسخة (صب) من مفاتيح وزارته والمؤسسات التابعة له ووضعها في مدخل قاعة عبدالله السالم لاستعمال النواب.وعلى الخير نلتقي،،،

وليد الجاسم

الميناء المنكوب... والقرار المسكوب !
-نحن نحلم... وغيرنا ينفذ !!-محيطنا يتخطانا... بأفكارنا !!-هل نحن نحزن على (فرصة راحت) ؟؟... أم أننا نحزن على ما بلغناه من التدهور في القدرة على اتخاذ القرار؟كلمات مثل هذه سمعناها أمس تلازماً مع زوبعة كبرى شعبية وبرلمانية أفاقت عليها الكويت مع توارد الأنباء عن توقيع كل من قطر والإمارات وتركيا والعراق اتفاق التعاون في مشروع (طريق التنمية) للربط بين دول الخليج وأوروبا عبر ميناء الفاو.الزوبعة كانت عاصفة جداً وكأن الامر كان مفاجئاً للكويت... وهذا غير صحيح طبعاً على الأقل بالنسبة للحكومة ولأعضاء مجلس الأمة، وكذلك للمختصين والمهتمين.الاجتماعات التي طرحت وتداولت ونسقت لفكرة (طريق التنمية وميناء الفاو ) لم تكن سرية بل معلنة وشاركت فيها مجموعة من الدول -الكويت من بينها- وقد نشرت وسائل الإعلام عن هذه الاجتماعات على مدى عامين على الأقل، وكانت موجودة ورقياً وعبر نشرات الأخبار التلفزيونية أمام بعثاتنا الديبلوماسية في العراق وبقية الدول التي وقّعت الاتفاق المبدئي.إن دولاً مثل الإمارات وقطر وتركيا والعراق هي دول مستقلة ومن حقها أن تعمل ما تراه يصب في مصلحتها، مثلما للكويت هذا الحق تماماً. ولهذا لا أتفق أبداً مع من صوروا الأمر وكأنه طعنة في الظهر، فالكويت تعلم كما قلنا أعلاه، وحتى لو لم تكن تعلم فمن حق الآخرين أن يعملوا لمصالحهم.ولعله من الأهمية بمكان أن نوضح بجلاء أن الكويت عاشت سنوات طويلة من الفقر والفاقة والحاجة وتمكنت من تجاوز كل الصعاب بجهود أبنائها في مختلف المجالات من دون الحاجة إلى العراق الذي كان يرفل بالخير الوفير. وكذلك الأمر عكسياً، عندما واجه العراق سنوات صعبة تمكن من تخطيها ومازال يواجه الكثير من الصعوبات ولا يحتاج إلى الكويت بالضرورة.ومن هنا، فإن الصدمة لديّ وأظنها لدى الكثيرين لم تكن في اكتشافنا المشروع الجديد بحد ذاته، ولم تكن تخص أشقاءنا في مجلس التعاون الخليجي ولا تركيا أو العراق، ولكن صدمتنا كانت في (القرار المسكوب... والميناء المسكوب... والمال المسكوب)... صدمتنا كانت صدمة «داخلية محلية كويتية»، وليست في الفرصة الضائعة بالعراق، فنحن لا نحتاجها لنحيا ولا هم يحتاجوننا ليحيوا... بل ونحن قادرون على الانضمام لهم متى شئنا إنْ عملنا على ذلك بجدية.إذاً... الصدمة كانت في اكتشافنا إلى أي حد بلغ عجزنا عن اتخاذ القرار.وإلى أي حد بلغ تجميد الأمور لدينا.وإلى أي حد بلغ عجزنا عن التنسيق مع إخواننا.لدينا ميناء تم إنجاز نصفه، وتوقف منذ نحو 14 عاماً إنجاز النصف الآخر... فهل سينتظرنا العالم ؟هنا مكمن الصدمة !!وهنا يحق لنا التساؤل عن وزارة الخارجية التي طالما قلنا إن اهميتها لا تقل أبداً عن أهمية وزارة الدفاع مثلاً، خصوصا لبلد مثل الكويت في حجمه وثروته.قبل سنوات غير قليلة، وتحديداً في عام 2003 بعد إسقاط طاغية العراق، ينقل عن الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح آنذاك وقد كان وزيراً للخارجية أنه أعلن عن رؤية استراتيجية جديدة للكويت تنطلق عبر وزارة الخارجية عندما قال ما معناه... انتقلنا من الديبلوماسية الوقائية إلى الديبلوماسية الاقتصادية... في إشارة منه لزوال الخطر بزوال صدام حسين. وأنه آن الأوان لتركيزنا على النهوض الاقتصادي عوضاً عن الغرق في ديبلوماسية توفير الحماية والوقاية التي كانت مستحقة بوجود الخطر، ولكن مع زواله لابد من تجديد الرؤية وإعادة توجيهها.آنذاك، وتعبيراً عن الرؤية الاستراتيجية الجديدة، تم تفعيل الإدارة الاقتصادية في هيكل وزارة الخارجية لتكون مؤشراً للتحول الديبلوماسي الكويتي.واليوم، ونحن نستشعر آلام الإخفاق، يجب أن نتساءل:هل الوزارة اليوم هي وزارة رؤى استراتيجيةأم تحولت إدارية روتينية قنصلية؟وهل في الوزارة اليوم ما يكفي من القادرين على صنع القرار والدفاع عنه ضمن الرؤى الاستراتيجية ؟وهل الوزارة اليوم قادرة على الحفاظ على علاقات الكويت المتينة بالعالم الخارجي بدءاً من محيطنا الأقرب دول مجلس التعاون وصولاً إلى الجزيرة العربية والدول العربية والإقليمية ؟وهل الوزارة قادرة على الحفاظ على متانة علاقاتنا بالعالم والدول الكبرى التي ساندتنا في الغزو وصولاً إلى التحرير؟هي أسئلة مستحقة لا أطرحها من باب التشكيك أبداً، ولكني أطرحها آملا أن تكون مثاراً للنقاش الإيجابي ومعيناً للباحثين عن إجابات مطمئنة، خصوصاً أن العالم اليوم هو عالم تحالفات لا مكان فيه للانعزالية... والعالم اليوم هو عالم المبادرات الاقتصادية والتنموية ولا مكان فيه للمترددين.العالم اليوم لن ينتظر أحداً... باختصار:«هذا قطارنا... إما أن تركب معنا أو ابق مع المنتظرين خارج الركب».

علي الفيروز

التهديد بحظر منصة «تيك توك»!
لا تزال منصة «تيك توك» تتعرض لكثير من الاتهامات منذ تسريباتها الخاصة لحكومة الصين على أساس رفع سقف الحريات وشفافية المعلومات، ولكن يبدو أن تسريب المعلومات السرية قد رفع جرس الإنذار للكثير من الدول الكبرى ومنها الولايات المتحدة الأميركية التي أقرّت تشريعاً جديداً في مجلس النواب الأميركي من شأنه حظر منصة «تيك توك»، وهي المنصة الأكثر شعبية في الولايات المتحدة، وبالتالي سيصاب الشعب الأميركي بمفاجأة من العيار الثقيل بعد أن أخذت مكانة كبيرة في قلوب محبيها، حيث إنها إحدى الوسائل الاجتماعية المعبّرة للتواصل مع الآخرين في العالم.وفي غضون عام، إذا لم يقم مالكها ببيع حصته فستقوم الولايات المتحدة الأميركية بحظر المنصة الصينية التي انتشرت انتشاراً واسعاً، وساهمت في الحملات الانتخابية على جميع الأصعدة، ومن خلال هذه الشهرة الواسعة لموقع تيك توك الاجتماعي فقد صوّت مجلس النواب الأميركي بأغلبية أعضائه من الحزبين الجمهوري والديموقراطي نحو 360 صوتاً مقابل 58 لصالح مشروع قانون «حظر تيك توك» في الولايات المتحدة الأميركية، وأنه من المتوقع أيضاً أن يصوت مجلس الشيوخ الأميركي على هذا المشروع بقانون في أقرب وقت ممكن وبدعم من الرئيس جو بايدن وبمساعدة حزبه الجمهوري على حد سواء.وبالتالي ستحاول هذه المنصة الصينية الطعن على هذا التشريع الأميركي في المحاكم للرد على هذه الادعاءات حيث اعتبرت منصة تيك توك أن حظرها في الولايات المتحدة سينتهك حرية التعبير والتدخل في خصوصية أكثر من 170 مليون أميركي مشترك في هذه الخدمة، وذكرت في رسالة إلكترونية أن هذا القرار حتما سيدمر سبعة ملايين شركة مساهمة لديها، وسيغلق منصة حيوية تساهم في تنشيط الاقتصاد الأميركي بواقع 24 مليار دولار سنوياً.إذاً، ما الذي يجعلها تشارك في هدم اقتصادها اليوم ؟! وما الذي يجعل الولايات المتحدة أن تشن حملة مضادة على منصة تيك توك لبيع الحصة خلال عام؟!ففي بيان مقتضب عبّرت «تيك توك» عن أسفها لاستخدام مجلس النواب غطاء المساعدات الأجنبية والإنسانية المهمة للتعجيل مرة أخرى بمشروع قانون الحظر الذي من شأنه أن يسحق حقوق الشعب الأميركي في حرية التعبير التي يمارسها عبر هذه المنصة، بينما تقول إدارة بايدن والعديد من نواب الحزبين الجمهوري والديموقراطي إن منصة تيك توك تشكّل خطراً على الأمن القومي، لأن الصين يمكن أن تجبر الشركة الأم وهي «Byte Dance» على مشاركة بيانات مستخدميها الأميركيين، وفي المقابل تصر «تيك توك» على أنها لم تشارك بياناتهم الشخصية قط، وأنها لا يمكن أن تفعل ذلك أبداً، فيما عبّر هؤلاء المشرعون في مجلس النواب عن قلقهم من أن «تيك توك» تضع بيانات المستخدمين الحساسة في أيدي الحكومة الصينية، وأشاروا إلى القوانين التي تسمح للحكومة الصينية بطلب البيانات سراً من الشركات والمواطنين الصينيين لعمليات جمع المعلومات الاستخباراتية، وأن الصين يمكنها أن تستخدم توصيات محتوى المنصة لتغذية المعلومات المضللة وغير المضللة مثلما غذى التطبيق الشهير انتشار معاداة السامية!ورغم أن منصة تيك توك تنفي هذه الادعاءات والانتقادات جُملة وتفصيلاً وتقول إنها مستعدة للتفاوض بهذا الشأن لمعالجة مخاوف الأمن القومي الأميركي إلا أن التهديد الأميركي مازال مستمراً وسط مخاوف الحظر مع منح الشركة Byte Dance مهلة ستة أشهر لبيع أصولها في الولايات المتحدة، كما يمكن تمديدها لثلاثة أشهر أخرى إذا لمس الرئيس بايدن تقدماً في عملية البيع.وقد سبق للرئيس الأميركي جو بايدن أن ناقش هذا الأمر مع نظيره الصيني شي جين بينغ، خلال مكالمة سابقة حيث عبّر من خلالها عن قلق واشنطن حيال ملكية التطبيق...ويبقى السؤال هنا: هل ستضطر الشركة الأم «Byte Dance» على بيع حصتها في غضون عام، أم سترفض تطبيق القانون الأميركي وتطعن فيه في المحاكم الأميركية في المستقبل القريب؟!ولكل حادث حديث،،،alifairouz1961@outlook.com

د. عبدالله سهر

الجدل الكويتزنطي
منذ فترة طويلة قد كتبت حول الجدل السياسي في الساحة الكويتية والذي لا طائل منه في مقابل القضايا الإستراتيجية المستحقة للانتباه، ولا بأس بالتذكير بها.تعود عبارة «جدل بيزنطي» إلى سرديات عدة، منها ما يشير إلى الجدل بين أهل بيزنطة الذين كانوا محاصرين بجيش مُعادٍ لهم بينما انصرفوا الجدل حول ما إذا كانت الدجاجة أتت أولاً أم البيضة! وفي النهاية لم يحلوا اللغز إلا أن الغزاة قد احتلوا بلدتهم! وفي رواية ثانية أن الجدل كان محتدماً بين قساوسة بيزنطيين حول طبيعة السيد المسيح عليه السلام، حتى تفرقوا وانقسموا إلى فئات وطوائف وتنازعوا في عداء أدى إلى مقاتل عظيمة بينهم دون أن يصلوا لحل متفق عليه لذلك السؤال!بغض النظر عن صحة أي من الروايتين، وبعيداً عن التشبيه، إلا أنهما ينطبقان على حالنا في الكويت إلى درجة كبيرة. بالنظر إلى التحديات التي تواجهها دولتنا، وبالنظر إلى تسارع الأحداث التي تحيط بنا إقليمياً ودولياً في شتى مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتكنولوجية والمهنية، فإننا ووفقاً لأغلب المعايير نقع في خلف الركب الدولي في شتى المسارح التنافسية.إننا فعلاً نحتاج لكل ثانية لندخرها في صناعة الحدث الذي يقربنا مما نطمح له ويضعنا في درجة أعلى في سلم التقييمات الدولية.في ظل هذا الإدراك الذي يعلمه الجميع، وفي ظل تعالي الأصوات التي تنشد التنمية والتقدم والخروج من دوائر الجدل العقيم إلى فسحة التطور والحداثة، ننشغل وبكل أسف بجدل بيزنطي ولكن على الطريقة الكويتية تدعونا لتسميته بالجدل «الكويتزنطي».الجدل «الكويتزنطي» سلبياته تضاعف الجدل البيزنطي لكونه لا ينظر في القضايا المطروحة، والتي لا قيمة لها في مقابل التحديات والأمنيات، بل ينظر في شخوص من يتناولون هذه القضايا. بمعنى آخر لو افترضنا أن أهل بيزنطة كانوا بالفعل مشغولين في مسألة البيضة والدجاجة أو حول طبيعة السيد المسيح عليه السلام، فإننا في الكويت ليس منشغلين في قضايانا الهامشية مقارنة بالإستراتيجية فقط، بل حتى تلك القضايا الهامشية ننظر لها من حيث شخوصها وهوية من يتناولها.وعلى سبيل المثال، لو انشغلنا في مسألة البيضة والدجاجة مثل أهل بيزنطة فإن الجدل الكويتي سوف لن يقف عند الخلاف حول من أتى أولاً للكويت بل إن القناعة بالرأي والنظر إلى الاستدلال عليه لا ينظر له من حيث كونه رأياً بل من حيث هوية من يتبناه، و«هوية الدجاجة والبيضة» وشكلهما ولونهما بحيث ينحدر الجدل إلى أسئلة أخرى من قبيل، هل الدجاجة من هذه الفئة أم تلك وهل بيضة دجاجة أم بيضة ديايه؟! وهنا يكون الجدل الكويتي بالفعل جدلاً في شكل هندسي يفضي إلى مخرجات تسير بشكل متواز غير قابلة للالتقاء أبداً.لست بحاجة لدليل حول خطورة الجدل الكويتي الذي قد أكده الكثير من الزملاء الكتاب والصحافيين والمثقفين قبلي خاصة خلال الفترة الحالية التي تم الاستقطاب فيها على أساس المضاعف الطائفي أو العامل الفئوي في كل قضية.لقد أصبح الجدل الكويتي الذي يجبل على صناعته تجار الطائفية والفئوية غلافاً لكل قضية وقصة وحادثة. بكل أسف أن نجد البعض ممن يفترض فيهم الحكمة ينساقون بشكل متهندس خلف تلك المتاريس لجمع أكبر عدد من الأصوات والمطبلين والمزمرين ليحدثوا جلبة تعلو على صوت العقل والحكمة.لنعلم أن ما يجمع الكويتي بغض النظر عن مدى اختلافه مع المواطن الكويتي الآخر أكبر بكثير مما يجمع هذا المواطن مع مواطن من أي بلد آخر مهما كان وضع هذا البلد مع احترامنا لهم جميعاً، فلماذا نذيب أجندتنا التي تجمعنا في أجندات الآخرين التي تفرقنا! فمهما بلغت أهمية تلك القضايا فإن اختلافنا بشأنها يجب ألا يصنع منها أخوة تراب أعداء. إن ذلك شيء لا يمكن فهمه إلا من خلال معادلة الربح السياسي «الكويتزنطي» على حساب خسائر المواطن الكويتي.بالفعل، فنحن في الكويت ننشغل في الكثير من الأحيان في قضايا غيرنا أكثر من قضايانا، ومنها نتمترس في جيوبنا الاجتماعية لنطلق النار على بعضنا البعض على شكل تهم بالخيانة والتكفير والتشكيك في الولاء والفساد في الذمم والقيم من خلال جدلنا «الكويتزنطي».بكل أسف قد جعلنا الكويت التي تجمعنا في شكل ساحة جدل وحرابة واحتدام في المواقف من أجل قضايا خارجية نختلف أو نتفق بشأنها مهما بلغت أهميتها لكنها يجب ألا تطغى على وحدتنا التي هي موطن قوتنا.العجيب أن الأغلبية تشعر بخطر هذا الجدل «الكويتزنطي» والجميع يندد بالتفرقة، لكن لنكن صريحين مع أنفسنا ونسأل، كيف يتمكن تجار الفئوية والطائفية النجاح لترويج وتسويق بضائعهم على الرغم من علم الجميع بفسادها؟ إذاً لنعترف بأن هناك سوقاً رائجاً يستعر فيه الطلب ويزيد على العرض. لنكن صريحين، من هم هؤلاء المتاجرون الذين يقفون خلف وراء ذلك الجدل «الكويتزنطي»، ومن هم المستهلكون القابلون والطالبون لبضاعتهم الفاسدة؟!

خيرالله خيرالله

أوكرانيا لن تخسر الحرب!
ليست المساعدات الأميركية إلى أوكرانيا سوى دليل على الإصرار الغربي على منع سقوطها تحت الهيمنة الروسيّة.صحيح أن إقرار المساعدات المخصصة لأوكرانيا والتي تقدّر بـ61 مليار دولار ارتبط بأمور كثيرة من بينها المساعدات الأميركيّة إلى إسرائيل، لكنّ الصحيح أيضاً أنّ هناك وعياً غربياً واضحاً لما هو على المحكّ في أوكرانيا.يبدو مستقبل أوروبا كلّها مرتبطا بمستقبل أوكرانيا التي تصرّ روسيا على الهيمنة عليها وتسيير شؤونها مستخدمة حججا واهية. من بين هذه الحجج رغبة أوكرانيا في الإنضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو أمر يعتبره الرئيس فلاديمير بوتين تهديداً لبلده داخلياً ولدورها على الصعيد الدولي!ساعدت الولايات المتحدة أوكرانيا منذ ما قبل بدء الحرب الروسيّة على البلد في 24 فبراير 2022. كانت المساعدات الأميركيّة مباشرة، لكن كانت هناك أيضا مساعدات أوروبيّة، في مقدّمها المساعدات البريطانيّة التي لم تقتصر على تدريب عسكريين أوكرانيين على استخدام أسلحة معيّنة ساعدت في الحؤول دون سقوط كييف.ذهبت بريطانيا إلى تزويد الأوكرانيين أسلحة لعبت دورا في صمودهم. صمد الأوكرانيين، على رأسهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وهو رئيس منتخب، في مواجهة الآلة العسكريّة الروسيّة. أكثر من ذلك، كشف صمود أوكرانيا الهوة السحيقة بين السلاح الغربي من جهة والسلاح الروسي من جهة أخرى.في ضوء إقرار مجلس النواب في واشنطن المساعدات الأميركيّة، بات في الإمكان القول إن الحرب الأوكرانيّة دخلت مرحلة جديدة بعدما مضى 26 شهراً تقريباً.عادت هذه الحرب لتثير اهتمام العالم الذي انشغل لفترة ستة أشهر بحرب غزّة واحتمال توسعها. المطروح الآن العودة الأميركيّة والأوروبية إلى التركيز على أوكرانيا التي عاودت الولايات المتحدة الاهتمام بها ليس من زاوية حماية أوروبا فحسب، بل من زاوية سقوط روسيا في الحضن الصيني أيضا.يوماً بعد يوم يزداد اعتماد روسيا على الصين ما دامت الحرب الأوكرانيّة مستمرّة. يبدو أن تلويح إدارة بايدن ومسؤولين أوروبيين بالدور الصيني ساهم إلى حدّ ما في جعل مجلس النواب الأميركي يوافق بهذه الأكثريّة الكبيرة على المساعدات الجديدة المخصصة لأوكرانيا.إلى ذلك، لا يمكن تجاهل العامل الإسرائيلي وخطوة إدارة بايدن التي ربطت بين المساعدات المخصصة لأوكرانيا من جهة والمساعدات المخصصة لإسرائيل ولتايوان من جهة أخرى.بدأت الحرب الأوكرانيّة في مرحلتها الجديدة تأخذ شكلاً أكثر تعقيداً مع دخول العامل الصيني على الخط وبعدما بدأت دول مثل فرنسا تتحدث عن ضرورة المشاركة الأوروبيّة المباشرة في تلك الحرب، علما أنّ أوروبا، خصوصاً فرنسا، لا تمتلك الوسائل التي تسمح لها بترجمة وعودها على أرض الواقع، واقع الحرب الأوكرانيّة.جاءت المساعدات الأميركية في وقتها. أهمّ ما في هذا القرار الأميركي رسالة فحواها أنّه من غير المسموح سقوط أوكرانيا. لا لشيء، سوى لأن سقوطها يعني سقوطا لأوروبا كلّها. لا عودة إلى أوروبا ما قبل انهيار جدار برلين، في نوفمبر 1989، أيام كانت المانيا مقسمة وكانت دول عدّة فيها تحت هيمنة الاتحاد السوفياتي الذي كان دولة استعمارية بكلّ معنى الكلمة.يؤكّد ذلك ما كانت عليه دول مثل المانيا الشرقيّة ورومانيا وبولندا وتشيكوسلوفاكيا وهنغاريا وبلغاريا وحتّى أوكرانيا نفسها.لم يتذوق شعب أوكرانيا طعم الحرّية إلّا بعد زوال الاتحاد السوفياتي وكل تلك العقد التي تحكمت بها، وهي العقد نفسها التي ما زالت للأسف تتحكم بشخص فلاديمير بوتين والتي جعلته يتخذ قرارا باجتياح أوكرانيا على الرغم من كلّ التحذيرات الغربيّة التي وجهت إليه.كان بوتين، ولا يزال، يعتقد أنّ مستقبله السياسي مرتبط بأوكرانيا، كذلك مستقبل روسيا. من وجهة نظر بوتين، لا دور روسيّاً في العالم، وفي أوروبا تحديداً، من دون السيطرة على أوكرانيا.يبدو واضحا أن الرئيس الروسي الذي يحقّق جيشه تقدّما في داخل الأراضي الأوكرانيّة هذه الأيام، لا يعرف شيئا عن العالم ولا عن روسيا نفسها.لا يعرف أنّ أميركا لم تدخل الحرب العالميّة الأولى إلّا بعد سنتين ونصف السنة من بدايتها. كذلك الأمر بالنسبة إلى الحرب العالميّة الثانية. انتظرت أميركا هجوم بيرل هاربر الذي شنه عليها اليابانيون في السابع من 1941 كي تدخل الحرب إلى جانب الجبهة المعادية لالمانيا النازية واليابان.كان لدخولها الدور الحاسم في هزيمة هتلر واستسلام اليابان بالطريقة التي استسلمت بها.لا شكّ أن أوكرانيا تواجه في أيامنا هذه صعوبات كبيرة مع وجود نقص لديها في القوة البشرية والذخائر، لكن اللافت أنّ المسؤولين العسكريين فيها يعترفون بهذه الصعوبات وبوجود تململ لدى الشباب الأوكراني الذي يجد نفسه مضطرا للذهاب إلى الجبهات.لهذا الاعتراف بالصعوبات جانب إيجابي يستغله زيلينسكي من أجل إقناع أوروبا بأن هزيمة أوكرانيا واردة في غياب المساعدات المطلوبة. وضع الرئيس الأوكراني الغرب امام مسؤولياته.ما سيحصل في المستقبل القريب أن أوكرانيا ستواجه «فترة صعبة» لكنها «لن تخسر الحرب» على حد تعبير كيريلو بودانوف رئيس الاستخبارات العسكرية.قال بودانوف لهيئة الإذاعة البريطانيّة (بي. بي. سي) «من دون الدخول في التفاصيل، ستكون امامنا فترة صعبة في منتصف مايو المقبل وبداية يونيو».وكشف أن الجيش الروسي «يقوم بعملية (عسكريّة) معقدة. نعتقد أننا سنواجه وضعاً صعباً، لكنه لن تحدث كارثة».كيف ستنتهي الحرب الأوكرانيّة في يوم من الأيام؟ الجواب أن هذه الحرب تحولت حرب استنزاف لروسيا وأوكرانيا في الوقت ذاته. كانت الصين التي عينها على الثروات الروسية في باطن الأرض أفضل من استغلها بعدما اساء الرئيس الروسي التقدير على كلّ صعيد.لم يكن امام زيلينسكي غير الصمود، لكنّ بوتين لم يفهم يوماً أن لدى روسيا خيارا آخر غير الحرب وغير ضمّ أوكرانيا وأن عظمة الاتحاد السوفياتي لم تكن سوى وهم لا أكثر...

د. تركي العازمي

الإعلام النرجسي...!
تطلق كلمة نرجسي كوصف للشخصية أو المؤسسة التي طغى حب الذات لديها (حتى قناعتها مقدمة على الرأي الآخر)، والنرجسي تواق إلى سماع الإعجاب، الإطراء والاهتمام حتى وإن كان المتصف بها لا يملك إنجازاً ويفتقد المصداقية في نهجه ومضمون طرحه.ولو تمعنا في طرح ونهج بعض وسائل الإعلام لوجدت نفس نرجسياً مع الأسف.إن الإعلام وبالأخص الصحافة وإن كانت فردية تعتمد في المقام الأول على المصداقية حسب ما تعلمناه...!أين المصداقية والمهنية في ما ترونه من أخبار... نادر جداً؟افتقدنا إلى مفهوم «المقال»، و«التحقيق الصحافي» و«الخبر».هذه الأنواع الثلاثة لها أسس يجب أن تتبع من قبل الكاتب الفرد، أو المؤسسة الإعلامية.ترى القضية «مش» إثارة أو لكسب عدد المتابعين أو للتكسب؟إن الرسالة الإعلامية سامية للغاية وأهدافها نبيلة وهي جزء مؤثر في رسم الثقافة الصالحة للأفراد ومعول بناء للمجتمعات والأوطان.بدأت وكتبت هذا الموضوع بالذات بعد أن أصبح الأكثرية «مع الخيل يا شقرا»... هذا يمتدح قريبه ولا يقبل عليه النقد وذاك يبحث عن خبر جديد من وكالة يقولون... أو «يلمع» لمسؤول لمصلحة!إننا مساءلون أمام رب عادل... وفي آخر الزمان «يكذب الصادق ويخون الأمين» ويرتقي مقام الرويبضة ممن يتحدثون عن شؤون العامة وهم «ما يسرحون بالتالية من الغنم»!والتنبيه لخطورة المضي وراء أخبار تبثها بعض حسابات المشاهير وبين كل خبر وخبر إعلان لن يزيدنا شيئاً، وقد نسيء الظن بناء على خبر غير صحيح أو بالأصح يهدف لغايات سيئة.لماذا نسمح لأنفسنا أن نكون مشاركين في الذنب... أغلب ما ترون وتقرأون أو تستمعون إليه إنما يخدم أهدافا خاصة ومعظمها غير دقيق؟إن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال في الحديث الشريف «من حسن إسلام المرء، تركه ما لا يعنيه».الزبدة:كم أتمنى أن نعيد لوسائل الإعلام رسالتها السامية (تحقيق ـ عرض قضية تهم الشأن العام ورأي المواطنين وأهل الاختصاص والرأي الآخر، رأي المسؤول)، مقال يفيد القارئ (يطرح قضية ويعرض الحلول ليس من وجهة نظره «إلا إذا كان الأمر من صلب اختصاصه») ونشر الخبر الصحيح.لا نريد أن نكون مثل ما جاء بالآية الكريمة حيث قال عز من قائل «والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر انهم في كل واد يهيمون، وانهم يقولون ما لا يفعلون».المصداقية أحوج أن تتبع وحب الخير للوطن والعباد مطلوب والإعلام النرجسي مدمر لثقافة المجتمع... الله المستعانterki.alazmi@gmail.comTwitter: @TerkiALazmi

سلطان حمود المتروك

ثمينة... في ذمة الله الكريم وأمانه
الحياة أُفقها مختلف المظاهر والصفات والأشكال والألوان، والناس يجدّون ليقتنصوا من السمات الجميلة والإشارات الهادفة والهدي الرشيد مما تلونهُ هذه الحياة بألوان زاهية وغشيبة.وكلٌ يجدُّ ويجتهد حسب ملكاته واستعداداته ومواهبه، فيكون عملهُ خلّاقاً بما يتمتع به من مظاهر القدرات وصنوف الاستعدادات وشتى المواهب، حتى تكون لهُ الصدارة في النصح والتوجيه وإمعان الفكر.من هؤلاء الناس، ثمينة، التي غادرت دُنيانا في الأسبوع الماضي وتركت سمعةً طيبةً وإشارات خلّاقه وهدياً رشيداً.كانت، رحمها الله، متألّقة في حب الخير والإشارة إليه والعمل على تحقيقه بشتى السبل، وهي هادئة مستقرة دائماً تعمل على إسداء كل النعوت الطيبة بأسلوب هادئ وعقل رصين.اللهمّ بارك لثمينة محمد المهنا، في حلول دار البلاء وطول المقامة بين أطباق الثرى، واجعل القبر بعد فراق الدنيا خيرَ منزل لها، واخلف على أهلها وذويها بالصبر والسلوان، إنك ولي ذلك والقادر عليه.صدق الأستاذ/ علي السبتي حين قال:بكيت دماً لو في الرزايادمٌ يجديذوبت روحي كل روحيعلى خديولكن من قد راح ليس بعائدٍأترجع الأيام مَن بات في اللحدِفي أمان الله... أيتها الأخت المهذّبة.

كامل عبدالله الحرمي

النفط بـ70 دولاراً في الميزانية... ولكن؟
من المتوقع أن يجدول سعر برميل النفط بـ70 دولاراً في ميزانية الكويت للسنة المالية الحالية.«السبعون»... رقم محافظ جداً آنياً، لكن سيترتب عليه عجز مالي كبير بحدود 6 مليارات دولار مع نهاية السنة المالية في شهر مارس المقبل. في حين ثبت معدل إنتاج الكويت من النفط الخام الكويتي أقل من العام الماضي بحوالي 120 ألف برميل ليكون عند 2.55 مليون برميل في اليوم، وإجمالي الميزانية العامة للدولة لهذه السنة المالية 25 مليار دولار وبعجز بقيمة 6 مليارات دينار.النفط الخام الكويتي حقق سعراً عند 84.4 دولار وبزيادة 14.4 دولار في ميزانية السنة المالية المنتهية في مارس الماضي مقارنة بالسعر الافتراضي والمقدر بـ70 دولاراً، ما أدى إلى خفض في مقدار العجز 3 مليارات دينار كويتي تقريباً.ويبلغ حالياً سعر بيع النفط الخام الكويتي عند نحو 89 دولاراً للبرميل وبأكثر من 19 دولاراً عن سعر الموازنة الحالية المقدرة، لكن هذا المعدل يجب أن يواصل مشواره حتى نهاية شهر مارس من العام المقبل، لكن بعجز مالي متوقع وفي نطاق العام الماضي وعند 3 مليارات دينار كويتي. وان السعر التعادلي المطلوب هو ما بين 90 إلى 92 دولاراً، أي بزيادة ما بين 20 إلى 22 عن 70 دولاراً السعر الافتراضي المقدر، ولتحقيق ميزانية مالية تعادلية من دون عجز مالي.وقد يكون هذا الأمر صعب المنال والتحقيق مع الانتخابات الأميركية المقبلة، وأن تكون أسعار بنزين السيارات عند المعدل الحالي 4 دولارات للغالون الواحد بحسب نسبة الضرائب في الولايات المختلفة.ويبقى السؤال التقليدي من أين ستسدد الكويت هذه العجوزات في وقت أن المصاريف والكلف المالية آخذة في التزايد لتبلغ 24.5 مليار دينار كويتي للعام المالي الحالي مع إجمالي إيرادات تصل نحو 19 مليار دينار ونقص بمقدار 6 مليارات؟.لذا، يبقى التحدي هو إمكانية وصول سعر البرميل إلى أكثر من 90 دولاراً لمؤشر برنت حتى تحصل الدول النفطية الخليجية على سعر تعادلي، في حين مازالت الدول النفطية محتفظة وملتزمة بخفض الإنتاج وستنضم إليها لاحقاً روسيا والعراق ما قد يؤدي إلى معدل ونطاق سعري أكبر للنفط الخام مع التزام المحافظة على استمرار خفض إنتاجها من النفط.وعلى صعيد الهجمات المتبادلة ما بين إيران واسرئيل على تخوم منطقه الخليج العربي، فإن الأسواق النفطية لم تتأثر ولا حتى دخول المضاربين والمتعاملين بالنفط والمعادن الأخرى، وكان سيحدث العكس لو طالت القذائف المنشآت النفطية وسيؤدي إلى أزمة نفطية عالمية.وعود على بدء، ففي حال لم ترتفع أسعار النفط إلى المعدلات المطلوبة لتقف صداً أمام العجز المالي في الكويت أو التراكمات الماضية من ذلك العجز، وجب السؤال، ما هي الخطة لسد العجوزات والآليات المطلوبة للتخلص من العجوزات المتراكمة والحد من المصاريف المتواصلة؟وأيضاً، ما هي آليات الحصول واسترداد قيم العجوزات المالية، وكيف ستقترض الدولة لسد هذه العجوزات، وهل لها منافذ مالية؟ أم الاتكال على الصندوق السيادي للاقتراض، وماذا عن خصخصة بعض الشركات الحكومية أو الشركات النفطية القابلة للخصخصة مثل الناقلات والبترول الوطنية أو الصناعات الوطنية؟ميزانية الكويت المالية دائماً في تصاعد والعجوزات المالية أيضاً، إذاً من سيقود الإصلاح الاقتصادي؟ ومن غير المنظور من أين ستتمكن الدولة الحصول أو إيجاد آليات للسحب المالي لسد العجز المالي عن العام الجاري والأعوام الماضية.كاتب ومحلل نفطي مستقلnaftikuwaiti@yahoo.com

جابر الهاجري

أمطار خير يا إمارات الخير...
هطلت كميات أمطار غير مسبوقة على دبي وبعض المناطق في دولة الإمارات العربية المتحدة، لا شك أن البنية التحتية في دبي تعتبر من أحدث وأقوى البنى التحتية عالمياً ولكن كما يقول المثل الخليجي (زاد الماء على الطحين) نسبة الهطول غير المسبوقة وفاقت سعة الاستيعاب لمجاري الأمطار بشكل خيالي، مما جعل هناك صعوبة بطبيعة الحال في تصريف هذه السيول المتدفقة بشكل متواصل وعلى مدى ساعات طويلة.مسألة العوامل الجوية وآثارها على البنية التحتية مسألة لا يستطيع أهم مهندس مدني أن يتوقعها عند تصميمه لأي مدينة أو طريق، وتغير المناخ أصبح اليوم مشكلة عالمية، لذا ليس هناك مبرر لأن ينتقد البعض ما حدث، لأنه من الطبيعي أن نرى بعض مطارات أوروبا وأميركا تغلق بسبب العواصف الثلجية وتتعطل الحياة لأيام عدة، وأحياناً تغرق بعض القرى في ألمانيا وفرنسا نتيجة الفيضانات وهي دول لديها بنية تحتية مصممة بشكل مدروس.في دولة الإمارات تم استيعاب كل هذه الكميات المهولة من السيول في فترة قصيرة، وسيتم دراسة آثار ما حدث وتقوم بتحديث خططها لتجاوز أي مشكلة سيول مستقبلية بناء على توجيهات رئيس الدولة سمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله. قال الله عزوجل: (خلق الإنسان من عجل)، ونرى هذا التعجل لدى البعض الذين بالغوا في ردود أفعالهم تجاه أمر لا حول لأي أحد فيه، ولعل هذه الظروف المناخية تجعلنا نعدّد نعم الله علينا في الخليج، حيث إن حكوماتنا تولي اهتماماً بالغاً بشعوبها وفي بناها التحتية، حيث تم إنشاء أحدث الطرق والمحطات الكهربائية وخدمات عديدة أخرى ونرى في بلدان أخرى متقدمة كيف يغرق الناس في (شبر ماء) لسوء البنى التحتية.ختاماً، نقول للأشقاء في الإمارات العربية المتحدة الله يجعلها أمطار خير وبركة عليكم وحفظكم الله قيادة وشعباً وأرضاً من كل مكروه... دمتم بخير.jaberalhajri8@

وليد إبراهيم الأحمد

عالم من السخافات!
أخبار (سخيفة) أصبحت تتصدر المشهد الاجتماعي في عالمنا العربي عالم الـ(سوشيال ميديا) الذي يسعى بالدرجة الأولى للإثارة، ثم نشر الخبر!فإذا كانت الساحة هادئة بلا ضجيج معنى ذلك أن الأخبار لديها شحيحة ومن ثم لابد من اختلاق خبر (يكسر الصخر)!لذلك، انتشرت الأخبار الكاذبة والتجريح والتلفيق وبروز الشخصيات الساذجة في مجتمعاتنا لتطفو على السطح وسط موجة شبابية تصفق وترقص وتشتم حباً في هذا أو كرهاً في ذاك!لعل هذا المشهد من (السخافات) خلق لنا جيلاً مغيّباً عن عالمه الحقيقي اندمج مع هذه الموجة التغريبية ليُشارك مباركاً تفاهات ما يُسمى بنجم من نجوم عالم القرية الصغيرة!اليوم، مَنْ يتحدث عن الثقافة والفكر والدين والمنطق يأفل نجمه فيهرب جمهوره إلّا مارحم الله، ليتجهوا إلى عالم الوناسة والفرفشة بدلاً من (العقد والبؤس)!الجيل الحالي يحتاج إلى متابعة وتوعية وتنظيف عقلي وفكري من ملوثات الانترنت والتطبيقات التي تظهر كل دقيقة بالمئات ناهيك عن عالم (التيك توك)!وسط هذا العالم السيئ برز أناس (نظاف) اقتحموا هذا المجال من أجل التنوير والتفكير والاختراع والإبداع وتصحيح تلك الأوضاع المقلوبة في المفاهيم التي جعلت من الراقصين والراقصات انموذجاً للحياة الجميلة (غير المعقدة وغير المتشددة)!وباتت وسائل الإعلام التقليدية والحديثة تلهث خلفهم لتغطية أخبارهم وتسليط الضوء على حياتهم التي لا تتعدى أن تكون رقصة من رقصات الانبهار في الحياة والتعلق بها من دون حساب للآخرة!نصيحتي لوسائل الإعلام النظيفة التركيز على المبدعين في هذا العالم الواسع وتشجيعهم و(فرض) حساباتهم الشخصية على الشباب المغيّب الذي لايعرف من وسائل التواصل الاجتماعي سوى عالم (الهز) والمكياج وتصوير فضائح الفاشنيستات الغرامية والزوجية على اليوتيوب!على الطاير:- من أجل الحصول على المتابعين و(اللايكات) أصبح الشاب يحرج والديه و(يتطنز) على جده!والبنت تلبس (المشخلع) و(تتنطط) أمام الكاميرا... والزوجة تفضح زوجها أمام الملأ!... قربت الساعة!ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم !email:bomubarak1963@gmail.comtwitter: bomubarak19

عبدالله محمد العفاسي

التكاتف حول القيادة
تشهد المنطقة حالة توتّرات جيوسياسية غير معهودة منذ الغزو العراقي بسبب أحداث غزة، مدفوعة بتنامي التوقعات المتشائمة محلياً وإقليمياً وعالمياً بفرضية التصعيد عسكرياً، ما يفرض صورة قاتمة لمستقبل المنطقة القريب وما يمكن أن يجره ذلك عليها من تداعيات مخيفة تحيط بالكويت من كل جانب.وتتصادف حالة الاضطراب الواسعة في المنطقة مع استقبال الكويت للحكومة الـ11 المشكلة في 4 سنوات وسط حالة من الخلاف بين النواب والحكومة المرتقبة التي أعلن عن تشكيلها برئاسة الشيخ أحمد العبدالله.وبعيداً عن مدى صحة حجة كل طرف في الإبقاء على الصراع المُتجدّد منذ سنوات حكومياً ونيابياً يستدعي الواقع المشتعل حولنا من كل جانب العمل سوياً على إطفاء نيران الخلافات السياسية الداخلية.وما يزيد وجاهة هذا الاستحقاق الوطني على جميع القوى السياسية أن المنطقة باتت على صفيح ساخن، فالحرب بين إيران وإسرائيل لم تعد مكتومة مثل السابق، بل تحوّلت للعلانية وكل يوم تأخذ أبعاداً خطيرة تثير القلق أكثر وأكثر على مستقبل الكويت التي تعاني من لعنة قصر أعمار حكوماتها مع التغيير بمتوسط حكومة كل 6 أشهر.قبل فترة بسيطة، كنا نتحدث عن ضرورة التوافق من أجل دفع قطار التنمية المعطل كويتياً منذ سنوات طويلة، أما اليوم والذي لا يزال فيه قطار التنمية ثابتاً في محطته رغم كل الدعوات الوطنية بضرورة دفعه للأمام يبرز اعتبار وجودي آخر يتعلق بمصير الكويت وسط غبار المعارك المتزايد والذي بدأ يُهدّد الجميع بتداعياته الخطيرة وبنهايات يصعب التنبؤ بها، أبسطها عدم انتظام سلاسل التوريد عالمياً، ومن ثم عدم ضمان استقرار الأسعار وتوفير السلع ناهيك عن التداعيات العسكرية الخطيرة على المنطقة.فضلاً عن ذلك ترفع التداعيات الأوسع للصراع في غزة منسوب المخاطر التي تواجه المنطقة، كما تزيد الحرب طويلة الأمد هنا وما يرتبط بها من انتشار الصراع إلى المناطق المجاورة من مخاطر غير محسومة تواجه جميع دول المنطقة بشكل استثنائي مصحوبة بأضرار اقتصادية جسيمة.فهناك عاملان رئيسان لتداعيات حرب غزة، أولهما أن نسبة المخاطر العسكرية مرتفعة، خاصة أن حجم ومدى هذه الأزمة غير معروف كلياً، وثانياً حالة المخاطر الاقتصادية التي تسود ليس فقط عند صناع القرار، ولكن أيضاً عند جميع دول المنطقة وفي مقدمتها الكويت وما يمكن أن يحدثه ذلك من انكماش اقتصادي.الخلاصة:في زمن الاضطرابات الخارجة عن الإرادة المحلية والسيطرة إقليمياً يتعين أن يكون هناك تصدٍ من جميع القوى المحلية لتقليل الأثر السلبي من انعكاسات الحرب المفتوحة دون قيود.وهذا يتطلب تفعيل سلاح المسؤولية الوطنية بتنحية الخلافات السياسية جانباً والتفاف الحكومة والنواب حول ربان السفينة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، من أجل تعزيز مصير الديرة، والعمل على تأمينها من أي مخاطر غير محسوبة.وإذا كان الجميع يتمنى أن تسود حالة استقرار طويلة الأجل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية تستغل في تعويض ما فاتنا من تنمية مستحقة، إلا أنه على الأقل يتعين على الحكومة الجديدة والنواب تبني مبادرة «الكويت فوق كل اعتبار» أقله حتى تنقشع السحابة السوداء التي بدأت تغطي سماء المنطقة وتنذر بعاصفة تعصف بالجميع.