الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سقوط وشيك لـ أديس أبابا|سكان العاصمة الإثيوبية يستعدون للسيناريو الأسوأ في حياتهم

قوات إثيوبية في الأسر
قوات إثيوبية في الأسر

حالة من الرعب يعيشها سكان العاصمة الإثيوبية  أديس أبابا، منذ إعلان قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي مدعومة بقوات إقليم أورومو الاقتراب من دخول العاصمة في أي وقت.

وأعلنت قناة "العربية" بأن هناك عمليات سحب من البنوك وتخزين غذاء في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تحسبا لدخول  الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.

ودخل الصراع في إثيوبيا مرحلة جديدة، بعدما أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، التي سيطرت على مدينتين استراتيجيتين بشمال البلاد، ديسي وكومبولتشا، مطلع الأسبوع، أنها انضمت إلى قوات إقليم أورومو، التي تقاتل ضد الحكومة الإثيوبية وأنها "تدرس الهجوم على أديس أبابا".

فرض حالة الطوارئ

وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الثلاثاء، فرض حالة الطوارئ في البلاد، عقب تصاعد المواجهة مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في الوقت الذي تتهم فيه جهات دولية أطراف النزاع في الإقليم بارتكاب انتهاكات حقوقية.

وصادق البرلمان الإثيوبي، اليوم الخميس، على فرض حالة الطوارئ على مستوى البلاد لمدة 6 أشهر، والتي أعلنها مجلس الوزراء.

من جانبه، أعلن جيش تحرير أورومو، المتحالف مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في إثيوبيا، أن الاستيلاء على العاصمة أديس أبابا بات قريبا جدا، فهو مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع.

ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن جيش تحرير أورومو تأكيده بأن مقاتليه دخلوا إلى عدة مدن في جنوب كومبولشا بينها كيميسي على بعد 320 كيلومترا من العاصمة الإثيوبية.

وقال المتحدث باسم جيش أورومو، أودا طربي، تعليقا على إمكانية سقوط أديس أبابا إنه "إذا استمرت الأمور على الوتيرة الحالية فسيكون دخول العاصمة وقتها مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع".

وعلى خلفية ذلك، وجه رئيس الوزراء آبي أحمد خطابا لـ المواطنين الإثيوبيين, داعيا إلى التعاون مع الجهات الأمنية في تلك "المحنة"، على حد قوله.

وقال آبي أحمد في بيان "أدعو المواطنين للقيام بدورهم المطلوب من خلال الامتثال لتوجيهات إعلان الطوارئ"، مضيفا: "يجب على المواطنين أن يتعاونوا مع سلطات إنفاذ القانون للقيام بواجباتهم بكفاءة وتقديم المساعدة اللازمة".

وتابع: "إنه وقت التجربة والأخطاء.. سيتم اختبار الجميع حتى انتهاء الامتحان".

حرب أهلية أوسع

من جانبه حذر المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، من أن ما يجري قد يمتد إلى حرب أهلية أوسع، مما يهدد بمزيد من المعاناة للشعب الإثيوبي والمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.

ولوقف هذا التوسع ودفع الجانبين للتفاوض، أعدت الإدارة عقوبات أمريكية مستهدفة ضد شخصيات من الحكومة الإثيوبية  وأطراف أخرى، وفق مصدرين مطلعين على تحضيرات الإدارة الأمريكية.

وقال المصدران إن وزارة الخارجية أعدت أيضًا إعلانًا بأن الفظائع التي ارتكبتها الحكومة الإثيوبية ضد سكان تيجراي تشكل إبادة جماعية، على الرغم من أنه من غير الواضح الوقت الذي سيوقع عليه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن.

ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الحديث عن إعلان محتمل للإبادة الجماعية، لكنه قال لشبكة ABC News، إنهم "قلقون للغاية من استمرار العنف في شمال إثيوبيا"، مطالبا بــ "إجراء مراجعة للحقائق المتاحة لتقييم ما إذا كانت جرائم فظيعة قد ارتكبت".

واتُهمت الحكومة الإثيوبية بارتكاب فظائع، بما في ذلك الاغتصاب والاعتداء الجنسي والإعدامات والتهجير وتدمير المستشفيات والمزارعين ونهب مخازن المواد الغذائية.

في حين أن العقوبات الجديدة قد تأتي بمزيد تفصيلي أكبر قريبًا، إلا أن العقوبة الاقتصادية هي الأهم، والتي تأتي هذه المرة، بتعليق الوضع التجاري الخاص لإثيوبيا في التعريفات الجمركية، وذلك بموجب قانون النمو والفرص الأفريقي.

وقال فيلتمان "لم يفت الأوان بعد لتصحيح الأمور، لكن التغيير يجب أن يحدث في ظرف أيام وليس أسابيع".

آبي جزء من المشكلة 

وقال فيلتمان، أن الولايات المتحدة تعتبر حكومة آبي جزءًا من المشكلة هنا، لا سيما لأن حصارها "غير المعقول" على منطقة تيجراي منذ يونيو؛ أدى إلى نقص في الغذاء والدواء والوقود والنقود، وتشير التقديرات الأمريكية إلى أن نحو 900 ألف شخص يواجهون ظروفاً شبيهة بالمجاعة في المنطقة.

وأوضح أن الولايات المتحدة لديها عقوبات جاهزة: "الولايات المتحدة مستعدة لمتابعة العقوبات الأولى، ضد من يؤججون هذه الأزمة ويعرقلون العمليات الإنسانية، وسنستهدف جميع الأطراف المتورطة".

ويرى فيلتمان، إن الصراع سينتهي بالمحادثات بغض النظر عن أي شيء - ويجب على القادة تجنيب الشعب الإثيوبي الكوارث، لكن يبدو واضحًا من الحصار المستمر وهجوم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي أن كل طرف ما زال يعتقد أنه بإمكانه تحقيق نصر عسكري.

محاولة لتبرير الفشل 

من جانبه قال الخبير في الشأن الأفريقي، الدكتور هاني رسلان، إن التحالف بين الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، والفصيل الرئيسي الذي يحمل السلاح فى إثنية الأورومو، قائم منذ فترة، وهناك اتهام من آبي أحمد لجبهة تحرير تيجراى بأن بها مقاتلين تابعين لعدة جهات ومنهم مقاتلين بيض يحاربون معهم وأنهم يحصلون على دعم معلوماتي متقدم.

وأكد أن تلك الاتهامات هي محاولة لتبرير الفشل والعجز والهزيمة، رغم أنه أعلن التعبئة العامة من قبل واعترف الآن بأنها لم تكن فعالة، مشيرا إلى أن رد الفعل الإثيوبى بإعلان حالة الطوارئ ومضمون تصريحات  آبي أحمد توضح أن هناك ارتباطا كبيرا واضطرابا لدى الجيش الإثيوبى والحكومة.

واختتم: "المتغير الجديد هو سقوط مدينة ديسى الاستراتيجية في إقليم أمهرة في أيدي الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وبذلك أصبح الطريق مفتوحا  للتحرك نحو أديس أبابا".

ومنذ ما يقرب من عام، والصراع في إثيوبيا لم يتوقف، فهو صراع وحشي ومتصاعد يصاحبه عنف كارثي في مناطق عدة في ​​إثيوبيا، وهو ما يؤثر على حياة الملايين ويعرض الاستقرار في القرن الأفريقي للخطر.

وبدأت شرارة الحرب الأهلية والقتال آبي أحمد في نوفمبر 2020، نتيجة نزاع بين حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ومقاتلين في منطقة تيجراي الجبلية شمال البلاد، فلم يأخذ آبي وقتًا إلا ليعمل على جر البلاد إلى الحرب، ما أوقع آلاف الإثيوبيين قتلى في الصراع، وليس هناك رقم موثق عن حجم المجازر التي جرت بحق الأبرياء.

وبسبب حرب آبي أحمد، نزح مليونا شخص، ويواجه أكثر من 400 ألف مجاعة كبيرة، ويحتاج ملايين آخرون إلى مساعدات غذائية طارئة.

ومع ذلك، أدى استمرار القتال والعقبات البيروقراطية التي فرضتها الحكومة الفيدرالية وإغلاق طرق المساعدات الإنسانية الرئيسية إلى يأس متزايد، يجب أن يوليه المجتمع العالمي اهتمامًا أكبر.

وقالت (سي إن إن)، إن ما يحدث في إثيوبيا يدق ناقوس الخطر بشأن تعدد روايات جرائم أفراد الجيش الإثيوبي ، إلى جانب القوات المتحالفة معه من إريتريا المجاورة ومختلف الميليشيات الداعمة ، واللذين لم يتورعوا عن انتهاك واغتصاب نساء وفتيات تيجراي.

تقارير الاغتصاب الجماعي

وأكدت (سي إن إن)، على إن قصص الاغتصاب والاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي والتعذيب والإذلال، حقيقة لا يمكن إنكارها.

وفي وقتٍ سابق قالت براميلا باتن، مسؤولة الأمم المتحدة العليا المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع، إن "نساء وفتيات تيجراي تعرضن للاعتداء الجنسي بمستوى من القسوة يفوق التصور".

وفقًا لمنظمة العفو الدولية، تم تسجيل أكثر من 1000 حالة عنف جنسي في غضون ثلاثة أشهر فقط ، ومع ذلك من المحتمل أن تكون هذه التقديرات مجرد تقييم أقل من الحقيقة بكثير.

وخلصت (سي إن إن) إلى إن المخاطر أكبر من أن يسمح باستمرارها ، ولهذا السبب يجب وقف وردع علميات القتل في إثيوبيا ووقف العنف والسماح على الفور بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.

قوة مؤثرة في إثيوبيا

وإقليم تيجراي، إقليم حدودي يقع في شمال إثيوبيا ملتصقًا بالشريط الحدودي لـ السودان واريتريا، ويمثل ثالث إقليم من حيث عدد السكان، حيث يعيش به ما يزيد عن 7 ملايين نسمة من أصل 122 مليون نسمة، عدد سكان إثيوبيا.

وكان إقليم تيجراي قوة مؤثرة في السياسة الإثيوبية على مدار تاريخ البلاد، خاصة بعد الحرب الاهلية التي أعقبت خلع الامبراطور هيلا سيلاسي، حيث كان إقليم تيجراي بؤرة المجاعة بين عامي 1983 و 1985 التي راح ضحيتها أكثر من مليون شخص.

وكانت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي شبه جزءاً من التحالف الذي أطاح بالحكومة في عام 1991، لتكون قوة مؤثرة وفاعلة في الحكومة حتى عام 2019.

وفي عام 2019 شكّل رئيس الوزراء آبي أحمد ائتلافًا حكوميا جديدا رفضت جبهة تحرير شعب تيجراي أن تكون جزءًا منه، وبدأ الصراع بين الجبهة والحكومة التي تعمدت تهميش الإقليم وردعه بالقوة حتى صار الصراع عسكريًا بين الجانبين.