#قصة_أثر (30).. الأقصى: أولى القبلتين وثالث الحرمين الذي يضم مسجد قبة الصخرة - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:51 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

#قصة_أثر (30).. الأقصى: أولى القبلتين وثالث الحرمين الذي يضم مسجد قبة الصخرة

منال الوراقي
نشر في: الأربعاء 12 مايو 2021 - 3:16 م | آخر تحديث: الأربعاء 12 مايو 2021 - 3:16 م

يضم العالم في جوفه وظاهره كنوز أثرية مهيبة وتحف فنية عديدة بل ومعالم لم يقل رونقها رغم مرور الزمن، كل منها تحوي وتحمل قصتها وأسرارها الخاصة، فوراء كل اكتشاف ومعلم حكايات ترجع لعصور بعيدة وأمكنة مختلفة، على رأسها تلك القطع الفريدة والمعالم التاريخية المميزة في بلادنا، صاحبة الحضارة الأعرق في التاريخ، والتي ما زالت تحتضن أشهر القطع والمعالم الأثرية في العالم.

ولذلك، تعرض لكم «الشروق»، في شهر رمضان، حلقاتها اليومية من سلسة "قصة أثر"، لتأخذكم معها في رحلة إلى المكان والزمان والعصور المختلفة، وتسرد لكم القصص التاريخية الشيقة وراء القطع والمعالم الأثرية الأبرز في العالم بل والتاريخ.

المسجد الأقصى هو أحد أكبر مساجد العالم، أولى القبلتين وثالث الحرمين، وثاني مسجد بني في الإسلام بعد المسجد الحرام، لذا فهو يحظى بقدسية عظيمة في نفوس المسلمين، فمن صخرته الموجودة في ساحة حرمه المقدس عرج النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- إلى السماء، في ليلة الإسراء والمعراج، ووصل إلى سدرة المنتهى تحت عرش الرحمن، وإليه يُشد الرحال، وفق أحاديث وسنة الرسول.

ويحتل المسجد الأقصى، الذي يعد أحد أكثر مساجد العالم قدسية للمسلمين حتى سُمي ببيت المقدس، موقعه في وسط مدينة القدس، وتحديدا في البلدة القديمة، في دولة فلسطين، فيتربع على قمة هضبة صغيرة يطلق عليها "هضبة موريا"، وتصل مساحته إلى مئة وأربعة وأربعين كيلومترا.

والمسجد الأقصى بالبلدة القديمة
وعند العلماء والمؤرخين، فالمسجد الأقصى أشمل من مجرد البناء الموجود -حاليا- بهذا الاسم، فكل ما هو داخل السور الكبير للبلدة القديمة ذي الأبواب العريقة يعتبر مسجدا بالمعنى الشرعي، فإليه تشد الرحال وفيه تضاعف الصلوات.

فالمسجد الأقصى، ويشمل قبة الصخرة والمسجد القِبلي والمصلى المرواني ومصلى باب الرحمة، وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى مائتي معلم، هو كامل المنطقة المحاطة بسور البلدة القديمة في القدس، واسم لكل ما هو داخلها، وتعد قبة الصخرة أعلى نقطة فيه وتقع في قلبه.

• بناه أبو البشر وعاش في أكنافه الأنبياء

لا يعرف بشكل دقيق متى بُني المسجد الأقصى لأول مرة، حيث اختلف المؤرخون فيما بينهم على من وضع اللبنة الأولى لبناء المسجد الأقصى، فيرجح البعض أنه النبي آدم أبو البشر، الذي بناه بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، وعاش في أكنافه معظم الأنبياء والمرسلين، وعلى رأسهم الخليل إبراهيم عليه السلام، والبعض يقول أنه سام بن نبي الله نوح من بناه، وآخرون ذهبوا إلى أن النبي إبراهيم هو من عمد إلى بناء المسجد الأقصى.

ولكن ما اتفق عليه، أنه عندما أُنشئ المسجد الأقصى لأول مرة كان بدائيا، فبُني من الطوب اللبن، لذا أعيد بناء وتخطيطه أكثر من مرة على مر العصور.

وجاء أول بناء للمسجد الأقصى بتصميم باهي في عهد الأمويين، إذ شُيد على مساحة شاسعة، إلا أنه تعرض لهزة أرضية تهدم على أثرها الجانب الغربي والشرقي، فأُعيد ترميمه على يد الخليفة العباسي المأمون، ولم يلبث ترميم المسجد الأقصى كثيرا إذ تعرض لهزات أرضية أخرى أدت إلى تدمير معظم البناء، وفي كل مرة كان يُعاد ترميمه، حتى ظل على هيئته المعمارية العريقة والمقدسة حاليا.

• الأقصى.. بين الغزو الصليبي واليهودي

ظل الأقصى على مدى قرون طويلة مركزا لتدريس العلوم ومعارف الحضارة الإسلامية، وميدانا للاحتفالات الدينية الكبرى، والمراسيم السلطانية، إلا أنه تعرض للغزو والانتهاكات مرتين على مدار تاريخه، الأولى لما احتل الصليبيون بيت المقدس، في عام ألف وتسعة وتسعين ميلادية.

ولم يكتفوا بغزوه فقاموا بتغيير معالم المسجد الأقصى واستخدموه لأغراضهم الخاصة، منتهكين حرمته الدينية، وحولوا أحد أجزاءه إلى كنيسة والأخر مساكن لفرسان الهيكل، وقد زاد استهتارهم وانتهاكهم لقدسية المسجد الأقصى عندما استخدموا الأروقة الواقعة أسفل المسجد الأقصى كاسطبلات لخيولهم، إلى أن فتحه صلاح الدين الأيوبي، بعد ثمانية وثمانين عاما، وتحديدا في عام ألف ومائة وسبعة وثمانين ميلادية، وأعاد للمسلمين فعادت قدسيته الدينية.

وجاء الانتهاكات الثانية بحق بيت المقدس على أيدي اليهود، في القرن العشرين، بزعم إقامة وطن يجمعهم وهم المشتتين في الأرض، تحت اسم "إسرائيل"، ومنذ ستينيات القرن الماضي تعرض الأقصى بمساجده ومعالمه الدينية وساحاته وباحاته للانتهاكات مرات عديدة، فتعرض للإحراق والتفجيرات عدة مرات على يد بعض المتطرفين الصهاينة، التي دمرت بعض أجزاءه، ومنع فيه الصلاة مرات عديدة.

• مسجد قبة الصخرة جزء من الأقصى

هناك خلط كبير بين المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، فالأخير يعد أحد أجزاء الأول، "فالمسجد الأقصى هو كل ما داخل سور الأقصى"، وهو جزء من أحد أهم المساجد الاسلامية في مدينة القدس وفلسطين والعالم الإسلامي، ومن أجمل الأبنية في العالم، إذ تُعتبر قبّته من أهم وأبرز المعالم المعمارية الإسلامية.

ويُعتبر مُصلى قبة الصخرة أقدم بناء إسلامي يبقى مُحافظا على شكله وزخرفته، منذ بنائه على يد الخليفة عبد الملك بن مروان، في عام السادس والستين للهجرة، أي بعام ستمائة وخمسة وثمانين ميلاديا، فاستغرق بناؤها ست سنوات، بإشراف المهندسان رجاء بن حيوة الكندي، وهو من التابعين المعروفين، ويزيد بن سلام، مولى عبد الملك بن مروان.

• قبة الصخرة التي عرج منها رسول الله

وقبة الصخرة عبارة عن بناء مثمن الأضلاع له أربعة أبواب، وفي داخله تثمينة أخرى تقوم على دعامات وأعمدة أسطوانية، في داخلها دائرة تتوسطها "الصخرة المُشرفة" التي عرج منها النبي محمد إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج.

فمن الصخرة الموجودة في ساحة حرم المسجد الأقصى، ربط الرسول عليها البراق الذي ركبه وسرى عليه من الحرم المكي إلى القدس الشريف، ومن ثم عرج إلى السماء السابعة ووصل إلى سدرة المنتهى تحت عرش الرحمن في ليلة الإسراء والمعراج، إذ ذكر في القرآن الكريم: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الإسراء: 1)".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك